الخارجية الإيرانية: الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد بين عراقجي وويتكوف..

الخارجية الإيرانية: الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد بين عراقجي وويتكوف..

أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أجاب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع وسائل الإعلام، على أسئلة الصحفيين.

في البداية، قدّم بقائي تعازيه إلى الشعب الشريف في هرمزكان وإلى جميع العائلات المفجوعة جراء حادثة الانفجار في ميناء الشهيد رجائي، قائلاً: “نسأل الله الصبر لذوي الضحايا وندعو بالشفاء العاجل للمصابين.” كما أعرب عن شكره للدول التي بعثت برسائل تعزية وأبدت تعاطفها مع الشعب الإيراني، مشيداً بشكل خاص بروسيا التي كانت في طليعة الدول التي أعلنت استعدادها لتقديم المساعدات.

الإبادة الجماعية في فلسطين

وتحدث بقائي عن الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، قائلاً: “للأسف، تتواصل الإبادة بوتيرة أشد، وقد استشهد قرابة 300 إنسان بريء، وشهدنا مشاهد مؤلمة تهدف إلى إبادة فلسطين.” وأضاف: “كل فرد في العالم تقع على عاتقه مسؤولية النهوض للتعبير عن احتجاجه، ومطالبة الهيئات المعنية بحفظ السلام بالقيام بواجباتها.”

المفاوضات غير المباشرة والخطوط الحمراء الإيرانية

وفيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة والخطوط الحمراء لإيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “الدخول في التفاصيل يجب أن يتم ضمن إطار التفاهمات العامة المتفق عليها. إن خطوطنا الحمراء جزء من المبادئ التفاوضية، ونحن نتابعها بجدية تامة.”

الاعتقال غير القانوني للمواطنين الإيرانيين في فرنسا

وعن موضوع الاعتقال غير القانوني لمواطنين إيرانيين في فرنسا، صرّح بقائي قائلاً: “هذا أحد التناقضات التي يجب تقديم تفسير لها. من غير المقبول حرمان مواطنين من حقوقهم لمجرد احتجاجهم، وهذا يعد انتهاكاً للمعايير الدولية وتواطؤاً مع الجرائم التي تُرتكب في منطقتنا.” وأردف قائلاً: “لقد تابعنا الحالتين، وفي آخر التطورات تمت الموافقة على إجراء لقاء قنصلي مع السيدة أسفندياري. ونأمل أن تقوم فرنسا بتحديد مصير هؤلاء المواطنين بأسرع وقت ممكن، إذ إنهم لم يرتكبوا سوى التعبير عن معارضتهم للجرائم الجارية في منطقتنا.”

زيارة وفد الوكالة إلى إيران

وتحدث بقائي عن زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، قائلاً: “زيارة الوفد الفني للوكالة تأتي استكمالاً للمفاوضات التي جرت بين المدير العام للوكالة والمسؤولين الإيرانيين، حيث سيُجري الوفد اليوم محادثات مع مسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وستكون المحادثات ذات طابع فني بحت. وستتناول المباحثات الموضوعات العالقة المتعلقة بقضايا الضمانات.”

متابعة ملف الشهيد سليماني

ورداً على سؤال لوكالة تسنيم بشأن متابعة ملف اغتيال الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، قال بقائي: “ملف التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد سليماني ورفاقه قيد المتابعة في الجهات القضائية، والإجراءات مستمرة.”

انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات بين عراقجي وويتكوف

وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية العماني حول المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “أشار الوزير إلى أن هناك اجتماعاً رفيع المستوى آخر، والمقصود هو الجولة الرابعة من المفاوضات التي ستُعقد برئاسة وزير الخارجية الإيراني والممثل الخاص لأمريكا.”

نأمل أن يلعب الأوروبيون دوراً بناءً

وتحدث بقائي عن مواقف أوروبا بشأن إيران وكذلك مسار المفاوضات والحوار مع الدول المجاورة في هذا السياق، قائلاً: “هذا يعكس المكانة والأهمية التي نوليها لدول الجوار، وكذلك للدول الأخرى المشاركة في الاتفاق النووي. الأمر واضح ويعكس نوايا الجمهورية الإسلامية الإيرانية الطيبة. فيما يتعلق بتوضيح المسائل النووية واستعداد إيران للمساهمة بدور بناء مع الدول الأخرى التي كانت جزءاً من هذا الموضوع، نأمل أن يلعب الأوروبيون دوراً بناءً.”

ضغوط أمريكا على الصين ودول أخرى

وفيما يتعلق بالضغوط الأمريكية على الصين والدول الأخرى، قال بقائي: “سياسة الضغوط القصوى لا تقتصر على إيران فقط، بل تُآذار أيضاً ضد دول أخرى، وهي تعرقل التجارة الحرة. في النهاية، تُنتهك حقوق الإنسان لكل فرد يتعرض لهذه العقوبات. فيما يتعلق بالصين، فإن الضرر الذي تسببه هذه العقوبات يُعد بمثابة عائق أمام العلاقات الودية بين الشعوب.”

أي مغامرة ضد إيران ستواجه رداً قاسياً

وفيما يتعلق بمحاولات الكيان الصهيوني للتشويش والانحراف في المفاوضات، قال بقائي: “ليس من المستغرب أن يقوم مسؤولو هذا الكيان بتصريحات من هذا القبيل بهدف تشويش سير العملية الدبلوماسية. أي مغامرة ضد إيران ستواجه رداً قاسياً.” وأضاف: “يجب على الدول الغربية، وخاصة أولئك الذين يستمرون في دعم هذا الكيان، أن يفكروا في أنهم يساعدون كياناً وجوده يعتمد على استمرار الأزمات.”

عراقجي أظهر تقديره للإعلام

رداً على العنوان الرئيسي الذي نشرته إحدى وسائل الإعلام عن تصريح وزير الخارجية بشأن راحة المفاوضات بدون الصحفيين، قال بقائي: “من العجيب أن مزاحاً من وزير يتمتع بحس فكاهي يتحول إلى عنوان رئيسي في وسائل الإعلام. لقد أظهر السيد عراقجي تقديره الكبير للإعلام، حيث بدأ حديثه بشيء من الدعابة.”

الجولة القادمة من المفاوضات ستكون يوم السبت

وعن المفاوضات والجولة القادمة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “وفقاً للتفاهمات التي تمت في مسقط، فإن الجولة القادمة من المفاوضات مبدئياً ستكون يوم السبت، ونحن منسقون بشكل طبيعي مع الطرف العماني. أما بشأن موعد ومكان الاجتماع، فسيتم تحديده من قبل الأطراف الثلاثة. من الطبيعي أن تتطلب المناقشات الفنية وقتاً أطول.”

استبعاد الدول الأوروبية الثلاث من المفاوضات

وفيما يخص استبعاد الدول الأوروبية الثلاث من مسار المفاوضات، قال بقائي: “كان هذا خيارهم.”

مؤتمر إيران وأفريقيا وإيران إكسبو

وتحدث بقائي عن مؤتمر إيران وأفريقيا وإيران إكسبو قائلاً: “كلتا الفعاليتين مهمتان من حيث عرض الإمكانيات الاقتصادية والتجارية والتقنية لإيران، وتوفير فرص الاتصال التجاري بين إيران والدول. شارك أكثر من 100 دولة في هذه الفعاليات. لعبت وزارة الخارجية دوراً مهماً في التخطيط لهذه الأحداث، وكان دور نائب الرئيس كرئيس للجنة المنظمة لهذه الفعاليات بالغ الأهمية. لقد أنشأنا علاقات جيدة مع أفريقيا، لكن القدرات المتاحة أكبر مما يتم استغلاله حالياً. لقد زادت مستويات مشاركة الدول بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، ونأمل أن تفتح فصلاً جديداً في علاقات إيران مع الدول المستهدفة.”

فرنسا يجب أن تتجنب استغلال المواطنين الإيرانيين لأغراضها الخاصة

وعن متابعة قضية المواطنين الإيرانيين المعتقلين في فرنسا، قال بقائي: “من واجبنا متابعة أي قضية تنشأ لأحد مواطنينا. منذ البداية، كنا نتابع هذه القضية بكل جدية، ونحن سعداء بأن تم اتخاذ خطوة من خلال اللقاء القنصلي مع السيدة أسفندياري. يجب على فرنسا أن تتجنب استخدام مواطني إيران كأدوات لمصالحها الخاصة.”

المفاوضات وفترات قصيرة لكل جولة

وفيما يتعلق بمدة المفاوضات وفترات الجولة القصيرة، قال بقائي: “مدة المفاوضات والفترات الزمنية بين الجولات تتحدد بالتفاهم بين الطرفين. من البداية قلنا أننا جادون ونعتقد أنه إذا تمكنا من إزالة العقوبات الجائرة في أي يوم، فإن ذلك سيكون لصالح الشعب الإيراني. هذه العقوبات تستهدف حياتنا اليومية جميعاً. هدف هذه العقوبات هو الضغط على الشعب الإيراني، ونحن جادون في هذا الموضوع وقلنا إننا لا نضع أي قيود. نحن مستعدون للجولات القصيرة بشرط أن يكون ذلك بالتفاهم بين الطرفين.”

كلا من الهند وباكستان عزيزتان علينا

وفي رده على الأحداث التي نشأت في العلاقات بين الهند وباكستان، قال بقائي: “الحادثة التي وقعت في باهالجام بالهند كانت مؤلمة للغاية وقد أدنّاها فوراً. نحن نعتقد أن الإرهاب بجميع أشكاله وأساليبه مرفوض، وهو ضد المعايير الحقوقية الدولية ويشكل تهديداً للسلام والأمن. وزير الخارجية الإيراني تواصل مع نظرائه وأعلن عن استعداد إيران لتقديم أي مساعدة لازمة.”

وأضاف: “كل من الهند وباكستان عزيزتان علينا، ونحن نتمتع بعلاقات عميقة مع كلا البلدين. لا نحب أن نرى توترات بين هذين البلدين في شبه القارة الهندية. كما أعلن الرئيس الإيراني في اتصالاته عن استعداد إيران للمساعدة، ونأمل أن يتمكن كلا البلدين من إدارة هذا الموضوع بحكمة.”

زيارة الرئيس الإيراني يمكن أن تفتح فصلاً جديداً في العلاقات مع أذربيجان

وتحدث بقائي عن زيارة الرئيس الإيراني إلى باكو قائلاً: “هذه الزيارة مهمة، وقد تم الإعداد لها لأشهر. هذه الزيارة قد تفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين إيران وأذربيجان. علاقتنا مع أذربيجان مهمة للغاية، واستقرار منطقة القوقاز يعد من أولوياتنا. نأمل أن تساهم هذه الزيارة في توسيع العلاقات الثنائية وتوفير الأسس اللازمة لتوقيع مذكرات تفاهم في مختلف المجالات.”

علاقتنا مع الصين قائمة على الاحترام المتبادل

وفي رده على انتقادات الدول الغربية لعلاقة إيران مع الصين ودور الصين في منطقة غرب آسيا، قال بقائي: “نحن لدينا علاقة صداقة طويلة الأمد وشراكة استراتيجية مع الصين. علاقتنا مع الصين تقوم على الاحترام المتبادل، وهذا ما أثبتته السنوات الأخيرة. أما الانتقادات من بعض الدول الأوروبية والأمريكية بشأن علاقتنا مع الصين ودورها في المنطقة فهي قضايا سياسية.”

وأضاف: “دور الصين في منطقتنا مرحب به، وقد لعبت دوراً بناءً في التطورات الإقليمية. يكفي أن تقارن الدول الغربية دورها مع الصين في المنطقة. البلدان التي تتذمر ينبغي أن تنظر إلى دورها هي، والشعب الإيراني غاضب من دعمهم الواسع للكيان الصهيوني. دور الصين كان يهدف إلى تطوير المنطقة.”

احتجاز المصور الإيراني في أفغانستان

وفي رده على احتجاز المصور الإيراني في أفغانستان، قال بقائي: “نحن نتابع القضية. عدد السجناء الإيرانيين لا يتجاوز أصابع اليد ونحن نتابع حالة جميعهم. تم إطلاق سراح أحد المعتقلين، وحالة المصور المذكور قيد المعالجة.”

مفاوضات الوفود الفنية الإيرانية والأمريكية

وعن مفاوضات الوفود الفنية الإيرانية والأمريكية والمواضيع الاقتصادية المطروحة، قال بقائي: “في كل مرحلة من المفاوضات، نستخدم الخبرات والاستشارات الفنية. في هذه الجولة كان لدينا خبراء اقتصاديون، وكان هناك أيضاً خبراء متخصصون في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسنواصل الاستفادة من هذه الخبرات في المستقبل.”

وأضاف: “إن إنهاء العقوبات بشكل فعّال هو كلمة مفتاحية، ويجب أن يتضمن ذلك مجموعة متنوعة من الالتزامات. توفير الوصول الحر إلى موارد وأصول الشعب الإيراني هو حقنا، وهذا سيكون جزءاً من عملية المفاوضات.”

استدعاء سفراء السويد وهولندا إلى وزارة الخارجية

وفي رده على التقارير المناهضة لإيران التي نشرتها هولندا والسويد، قال بقائي: “هذه التقارير منسقة. في الوقت الذي نطالب فيه الدول الأوروبية بوقف دعمها للكيان، يقومون باتهام إيران، وهي دولة تعارض بوضوح التوسع الاستيطاني لهذا الكيان. تم استدعاء سفيري السويد وهولندا إلى وزارة الخارجية الإيرانية في هذا الصدد.”

كيفية إنهاء العقوبات من قبل أمريكا في حال التوصل إلى اتفاق

وفيما يتعلق بكيفية إنهاء العقوبات من قبل أمريكا في حال التوصل إلى اتفاق، قال بقائي: “موقفنا بشأن إنهاء العقوبات واضح. كيفية رفع العقوبات من قبل الطرف الآخر يعود إليهم. يجب أن يتم طرح هذا الموضوع في جلسات المفاوضات. كما يجب أن نتوقع نحن كيفية تنفيذ الالتزامات.”

وعن استعداد وزير الخارجية الإيراني للسفر إلى ثلاث دول أوروبية، وما إذا كانت تلك الدول قد قبلت ذلك أم لا، قال بقائي: “على الأقل ما أنا على علم به، لا.”

القول بأن إيران لا تحتاج إلى برنامج نووي سلمي لأنها تمتلك النفط والغاز ليس له أساس

وفيما يتعلق بتصريحات عراقجي في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست حول التعاون مع الدول الأخرى في تطوير برنامج نووي سلمي، قال بقائي: “هذا التصريح في الواقع يهدف إلى توضيح احتياجات إيران. إحدى الحجج التي كانت تثار ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني هي أن إيران لا تحتاج إليه لأنها تمتلك النفط والغاز، وهذا غير مبرر. النقطة التي أشار إليها الوزير في مقاله هي إبراز القدرات التي تمتلكها إيران، ونحن لا نمانع في التعاون مع الدول الأخرى في هذا المجال.”

زيارة بزشكيان إلى الصين

وفيما يتعلق بزيارة بزشكيان إلى الصين، قال بقائي: “نعم، الزيارة إلى الصين ستكون للمشاركة في إحدى اجتماعات منظمة شنغهاي للتعاون، والتي ستُعقد في الأسابيع المقبلة.”

إيران ليست بصدد إعادة فتح سفارتها في دمشق

وعن السؤال بشأن ما إذا كانت إيران تسعى لإعادة فتح سفارتها في دمشق، قال بقائي: “لا.”

نائب عراقجي في طريقه إلى البرازيل

وفيما يتعلق بقمة وزراء الخارجية لدول بريكس في البرازيل، قال بقائي: “منظمة بريكس هي إحدى الهيئات التي تلعب دوراً متزايداً في التحولات الدولية وتُظهر رغبة الدول في التعددية. هذه القمة ستكون على مستوى وزراء الخارجية، ولكن نظراً لتزامنها مع زيارة الرئيس إلى باكو، سنشارك في هذه القمة على مستوى نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية.”

تسنيم

بزشكيان: يجب استئصال جذور الإرهاب من خلال التضامن الإقليمي

بزشكيان: يجب استئصال جذور الإرهاب من خلال التضامن الإقليمي

أدان الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بشدة الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة بهالغام بالهند، وأعرب عن تعاطفه مع حكومة وشعب الهند، مؤكدًا على ضرورة التعاون بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب والتضامن ضد هذا التهديد المشترك.

وأجرى بزشكيان محادثة هاتفية مساء السبت مع رئيس وزراء جمهورية الهند، ناريندرا مودي، لمناقشة آخر التطورات في شبه القارة الهندية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين جمهورية إيران الإسلامية والهند.

إيران تدين بشدة الأعمال الإرهابية واللاإنسانية
وفي بداية هذه المحادثة، أعرب الرئيس الايراني عن أسفه العميق للحادث الإرهابي الأخير في مدينة بهالغام، والذي أسفر عن خسائر في الأرواح وإصابة عدد كبير من المواطنين الهنود الأبرياء وأعرب عن خالص تعاطفه مع حكومة وشعب الهند، مؤكدًا: “إن جمهورية إيران الإسلامية تدين بشدة مثل هذه الأعمال الإرهابية واللاإنسانية”.

وفي إشارة إلى تزايد الأعمال الإرهابية في المنطقة، أشار بزشكيان إلى أن “هذه الأحداث المريرة تُضاعف المسؤولية المشتركة لجميع دول المنطقة، وتتطلب منا تجفيف جذور الإرهاب وضمان السلام والهدوء الدائمين لشعوبنا من خلال التآزر والتضامن والتعاون الوثيق”.

وأكمل حديثه مُشيدًا بالإرث الثمين للقادة الهنود العظام، وقال: “نعرف الأمة الهندية بشخصيات بارزة مثل المهاتما غاندي وجواهر لعل نهرو، اللذين كانا رسولي سلام وصداقة وتعايش سلمي في العالم. ونأمل أن يظل هذا النهج والسياسة الاستراتيجيان محور علاقات الهند مع جميع دول العالم”.

وفي جانب آخر من المحادثة، اشار الرئيس بزشكيان إلى الاتجاه المتنامي في العلاقات الاقتصادية بين إيران والهند، وأعرب عن أمله، في أن يشهد مستوى التعاون الثنائي مزيدًا من التطور، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والبنية التحتية.

دعوة رسمية لرئيس الوزراء الهندي لزيارة طهران
وأكد الدكتور بزشكيان أهمية المشاريع المشتركة، بما في ذلك تطوير ميناء تشابهار جنوب شرق ايران، وأضاف: “يمكن لتشابهار أن تلعب دورًا محوريًا في التفاعلات الاستراتيجية في المنطقة، ورابطًا استراتيجيًا بين إيران والهند وروسيا. نأمل أن تتسارع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة، وأن نحقق نتائج ملموسة وفعّالة”.

ووجه الرئيس الايراني دعوة رسمية لرئيس الوزراء الهندي لزيارة طهران، وقال: “نودّ دراسة ومتابعة مجالات تعميق وتوسيع التعاون الشامل بين البلدين في جوّ وديّ وبناء”.

إيران قادرة على فهم معاناة الشعب الهندي أكثر من أي دولة أخرى
وفي هذه المحادثة، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن تقديره للمكالمة الهاتفية التي أجراها الدكتور بزشكيان ورسالة التعاطف التي بعث بها، مؤكدًا: “إنّ تعبيركم عن تعاطفكم مع حكومة وشعب الهند قيّم ومشجع للغاية”.

وفي إشارة إلى تفاصيل حادثة بهالغام الإرهابية، استذكر التجربة المريرة للشعب الإيراني مع الإرهاب، وأضاف “ناريندرا مودي”: “نظرًا لتجاربها المؤلمة، تستطيع إيران فهم مشاعر الشعب الهندي ومعاناته أكثر من أي دولة أخرى. نتفق تمامًا مع وجهة نظركم بأن مكافحة الإرهاب تتطلب وحدة وتعاونًا شاملًا بين دول المنطقة”.

كما صرّح رئيس الوزراء الهندي، في إشارة إلى لقائه الأخير مع الدكتور بزشكيان في قازان بروسيا، قائلًا: “العلاقات الثنائية بين الهند وجمهورية إيران الإسلامية تسير على مسار جيد للغاية، ونحن عازمون على تعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات”.

دعم جهود إيران لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي
وأشاد مودي بدور إيران البنّاء في ضمان السلام والأمن العالميين، وقال: “تدعم الحكومة الهندية جهود إيران لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، وتؤكد على ضرورة حل النزاعات دبلوماسيًا، بما في ذلك بين إيران والولايات المتحدة”.

كما أعرب رئيس الوزراء الهندي عن أسفه العميق للحادث الأخير في ميناء الشهيد رجائي بمحافظة هرمزكان جنوب ايران، وأعلن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأعرب مودي عن خالص تمنياته للرئيس الإيراني، ولقائد الثورة بالصحة والعافية، وللشعب الإيراني العظيم بالتقدم والازدهار.

العالم

المحادثات الإيرانية الأميركية، تصل الی مستوی الخبراء

المحادثات الإيرانية الأميركية، تصل الی مستوی الخبراء

جولة ثالثة من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تحتضنها العاصمة مسقط برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والممثّل الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف.

عراقجي ولدى وصوله مسقط التقى نظيره العُماني بدر البوسعيدي مرتين وناقش معه الترتيبات المتعلقة بالجولة الثالثة، والتي بدات بمحادثات فنية على مستوى الخبراء بشأن البرنامج النووي الإيراني، تولى قيادتها نائب وزير الخارجية للشؤونِ السياسية مجيد تخت‌ روانجي ونائب الوزير للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب‌ آبادي، فيما قاد مايكل أنتون الذي يعمل مسؤولا عن التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، المحادثات الفنية من الجانب الأميركي.

وفيما اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية علي شمخاني أن محادثات مسقط تشكل فرصة لتحقيق نجاح مشترك للجانبين على أساس الشفافية وضمان الالتزام والتوازن عبر إزالة الحظر وتحقق الشرعية في إطار القانون الدولي، اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي ان الوفد الإيراني عازم على حماية حقوق الشعب الإيراني في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مع الاستعداد لتقديم ضمانات بشأن سلمية البرنامج، مشدداً على ان إنهاء الحظر غير القانوني بشكل موضوعي وسريع يشكل اولوية.

محادثات تشارك فيها ايران بثقة مع الحرص على حماية المصالح الوطنية، كما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، التي أكدت ان ايران تظل حذرة بشأن النوايا الحقيقية للحكومة الأميركية، مشددة على المحادثات ستركز فقط على الملف النووي، مع رفض محاولات توسيع نطاق هذه المحادثات.

من جهته أشار وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده إلى أن حضور الأطراف الأخرى إلى طاولة المفاوضات يُعزى إلى القدرات الدفاعية الإيرانية مؤكداً أن القوة الدفاعية هي الداعم الحقيقي للدبلوماسية، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز موقف إيران على الساحة الدولية.

قناة العالم

خاص | الاتفاق النووي الإيراني: صراع الإرادات في ظلّ التحوّلات الكبرى

خاص | الاتفاق النووي الإيراني: صراع الإرادات في ظلّ التحوّلات الكبرى

مروة الشامي

تعيدنا دهاليز الاتفاقات دومًا إلى حقيقة أن لا شيء مستحيلًا سياسيًا، وأنّ تحوّلاتٍ كبرى قد تقلب المشهد رأسًا على عقب، وتُعيد رسم توازنات بدت بالأمس محسومة. فبينما انتهت المفاوضات حول النووي الإيراني منذ سنوات بنتائج سلبية، تعود اليوم لتُستأنف بزخمٍ متصاعد، آخذةً منحى مختلفًا على أكثر من صعيد.

عودة أميركا للتفاوض
بعد سنوات من الانسحاب الأحادي الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، وتهديد الرئيس ترامب في ولايته الأولى بمهاجمة طهران ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد يمنعها من تطوير سلاح نووي، يعود ترامب نفسه إلى التفاوض مع إيران، هذه المرّة عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، ومن قلب روما، حيث يشكّل رئيس وزرائها، جيورجيا ميلوني، المقرّب من ترامب، ورقة دعم محتملة في أية عملية إنقاذ للمفاوضات.

وفيما تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق خلال 60 يومًا، يرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن مستويات انعدام الثقة، والطبيعة التقنية للمحادثات، تجعل من غير المرجّح التوصل إلى اتفاق بهذه السرعة. ومن النقاط الأساسية في التفاوض اليوم، مسألة الضمانات الخارجية التي تطالب بها إيران في حال انسحبت الولايات المتحدة مجددًا من الاتفاق أو أخلّت به، ما يمنح طهران موقعًا تفاوضيًا أقوى من السابق.

الدور الروسي يتجدّد
على المقلب الآخر، وبعد سنوات من المساعي الغربية لعزل روسيا وتهميش دورها عبر حرب الاستنزاف في أوكرانيا، تعود موسكو لتفرض حضورها السياسي على الساحة الدولية، حيث تظهر كطرفٍ أساسي في أي اتفاق نووي مرتقب. ووفقًا لتقرير نشرته ذا غارديان يوم الأحد، يُروَّج لروسيا ليس فقط كوجهة محتملة لتخزين مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، بل أيضًا كحَكَمٍ محتمل في حال حدوث انتهاكات للاتفاق، في مشهد يعكس تراجع النفوذ الأوروبي وتقدّم موسكو كمُحدّد رئيسي في المفاوضات.

تغيّر في الموقف الخليجي
من جهةٍ أخرى، وبعد أن عارضت السعودية الاتفاق الذي توصّل إليه الرئيس أوباما مع إيران قبل عقد من الزمن ووصفته بأنه “اتفاق ضعيف”، تبدو الرياض هذه المرة أقل اعتراضًا، رغم تشابه مضامين الاتفاقين. وفي تقرير تحليلي نشرته نيويورك تايمز، اعتبرت الصحافية فيفيان نيريم أن تحسّن العلاقات السعودية-الإيرانية، وسعي المملكة إلى التحوّل إلى مركز إقليمي في مجالات الأعمال والتكنولوجيا والسياحة، يدفعها لتجنّب التوترات الإقليمية، ويجعلها أكثر انفتاحًا على التسويات.

وتنقل نيريم عن الباحثة كريستين سميث ديوان قولها: “طريقة تفكيرهم (السعوديين) تغيّرت. في عهد أوباما، كانوا يخشون تقاربًا أميركيًا-إيرانيًا قد يعزلهم. أما في عهد ترامب، فهم يخشون من تصعيد قد يستهدفهم مباشرةً”. وتشير نيريم في تقريرها الى أنّ تعرّض السعوديين لهجومٍ على إحدى منشآتهم النفطية في العام 2019 أعلمتهم بـ”محدودية تحالفهم مع الولايات المتحدة، مما دفعهم الى إجراء محادثات مع إيران بدلًا من استمرار الصراع”.

“إسرائيل” خارج التأثير
وفي خضمّ هذه التحولات، يبدو أن تل أبيب تواجه تراجعًا في قدرتها على التأثير. فقد كشفت جيروزاليم بوست عن اجتماع سرّي ضمّ رئيس الموساد دافيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في محاولة “لاعتراضه” وهو في طريقه الى الجولة الثانية من المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل”، التي اعتادت على التأثير في القرار الأميركي بشأن إيران، باتت تواجه واقعًا جديدًا، حيث “رجل الساعة” اليوم ليس في تل أبيب، بل في روما وطهران.

وتُبرز الصحيفة فشل هذه المساعي الإسرائيلية في ضوء التفاؤل الإيراني بنتائج الجولة الثانية، وتحفّظ واشنطن على بعض التفاصيل، وتحديد موعدٍ لجولة ثالثة في الأسبوع المقبل. كما عبّرت الصحيفة عن قلق متزايد في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من إمكانية توقيع اتفاق لا ترى فيه “إسرائيل” ضمانات كافية لوقف “الخطر النووي الإيراني”.

في ضوء هذا المشهد المتحوّل، تبدو المفاوضات النووية أكثر من مجرد نقاش تقني حول تخصيب اليورانيوم، بل صراع إرادات دولية يتقاطع فيه السياسي مع العسكري، وتُعيد عبره قوى كبرى كروسيا وإيران التموضع في قلب معادلات الإقليم والعالم. وبينما تُرسم خرائط التأثير من جديد، تبدو واشنطن مضطرة للتراجع خطوة إلى الخلف لإعادة ترتيب أولوياتها، في وقتٍ يبتعد فيه العدو الصهيوني عن القدرة على التأثير الحاسم في مسار المفاوضات.

بوتين يقر رسميا معاهدة “الشراكة الاستراتيجية” مع إيران

بوتين يقر رسميا معاهدة “الشراكة الاستراتيجية” مع إيران

أفادت وكالة الإعلام الروسية الرسمية، اليوم الاثنين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير وقّع قانونًا للتصديق رسميًّا على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران، بحسب رويترز.

وكان بوتين وقَّع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تمتد لعشرين عامًا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في كانون الثاني/ كانون الثاني.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة تاس الرسمية للأنباء أن مجلس الاتحاد الروسي، وهو الغرفة العليا للبرلمان، صادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران؛ ما يعني دخولها حيز التنفيذ.

ونصت المعاهدة على أن روسيا وإيران ستتشاوران وتتعاونان لمواجهة التهديدات العسكرية والأمنية، وستجريان تدريبات عسكرية مشتركة على أراضيهما وخارجها.

وأثارت المعاهدة مخاوف الغرب، وجاءت في ظل احتجاج الدول الأوروبية الحاد على التعاون العسكري بين موسكو وطهران، خاصة فيما يتعلق باستخدام روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية في الحرب الأوكرانية.

إرم نيوز

مؤشرات من جلسة التفاوض في عُمان: الضمانات تحمي أيّ اتفاق جديد

مؤشرات من جلسة التفاوض في عُمان: الضمانات تحمي أيّ اتفاق جديد

لماذا وصف المفاوضون الإيرانيون والأمريكيون جلستهم في عُمان بالبنّاءة والإيجابية؟ وهل أثمرت الجولة الأولى فعلًا عن بوادر حلحلة باتجاه التفاهم على اتفاق يُرضي الطرفيْن؟

يُجمع المراقبون على حُسن سيْر تفاوض عُمان غير المباشر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة. مردّ ذلك هو تراجع اللاعب الأمريكي عن لغة التصعيد خلافًا لكلّ أسابيع التهديد والوعيد التي آذارها تجاه طهران.

بحسب اطلاع المتخصّص بالشؤون الإيرانية الدكتور حكم أمهز على مجريات ما حدث في الغرفتيْن المنفصلتيْن في سلطنة عُمان، والتي جلس فيهما المفاوضان الإيراني والأمريكي مع الوسيط الخليجي، يبدو أن الأمور سلكت طريق التهدئة حتى الآن. لكنّ الجولات المقبلة، والتي قد لا تكون قصيرة، يمكن أن تحمل مفاجآت أكبر إمّا لجهة التوصّل الى اتفاق فعليّ بضمانات محدّدة، وإمّا لجهة انسداد الأفق بسبب تفاصيل كثيرة تقنية.

يقول أمهز لموقع “العهد” الإخباري إن إيران استطاعت فرض شروطها، في اجتماع السبت، وذهبت الى لقاءات غير مباشرة بخلاف ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أنها تمكّنت من حصر النقاش في نقطة البرنامج النووي خلافًا للخطاب الأمريكي الذي روّج لاحتمال توسّع المواضيع. وهنا؛ بُحث في الإطار العام للمرحلة المقبلة للمفاوضات السبت القادم، وجدول أعمالها الذي سيكون تخصّصيًا وتقنيًا بشكل كبير، أي إنّ الجانبين سيتداولان: في كميات تخصيب اليورانيوم، أجهزة الطرد المركزي، المياه الثقيلة، شفافية البرنامج النووي الإيراني وكيفية المراقبة.

تمهيد لـ3 أسابيع في عُمان
وفقًا لمعلومات محدّثنا، ما سهّل الخروج بهذه النتيجة وتحديد موعد ثانٍ للمفاوضات هو التحضير الجيّد الذي سبق مفاوضات عُمان يوم 12 نيسان؛ فقد جرت مفاوضات مُكثّفة وغير مباشرة في أحد القصور العُمانية لثلاثة أسابيع متتالية بين وفود طهران وواشنطن على مستوى نواب وزراء الخارجية، فشكّلت أرضية تمهيدية للآتي من اللقاءات وحدّدت عناوين الجلسة التي كانت مُنتظرة يوم السبت.

انتزاع الضمانات يحمي الاتفاق
السؤال المطروح، اليوم، بعد إتمام الجولة الأولى من المفاوضات هو: ما الذي يمنع تكرار الانقلاب الأمريكي على الاتفاق الجديد اذا تمّ التفاهم عليه؟ هنا يرى أمهز أن إيران تسعى لانتزاع ضمانات من الجانب الأمريكي كي لا يتجدّد السيناريو المتفجّر والانسحاب الأمريكي، وهذا قد يُترجم وفقًا للآتي:

  • تأكيد مصادقة الكونغرس الأمريكي (الشيوخ والنواب) على الاتفاق إذا توصّل الأطراف، فيصبح معاهدة لا يستطيع ترامب الخروج منها.
  • السماح باستثمارات أمريكية كبيرة في إيران (في مجالي الغاز والنفط)، ما يدفع اللوبي الاقتصادي الأمريكي إلى إبداء حرص دائم على الأموال الأمريكية في إيران، ما يمنع انسحاب الدولة من الاتفاق. هذا الطرح ما يزال أوليًا ولم يُحسم؛ ويحتاج الى نقاش وموافقة من الجانب الإيراني.
  • إبقاء كميات اليورانيوم المخصّبة بنسبٍ عالية وأجهزة الطرد في إيران – نُقلت بموجب الاتفاق السابق إلى روسيا- وداخل مخزن تحت إشراف الوكالة الذرية للطاقة والجانب الإيراني، مع تضمين الاتفاق الجديد حقّ طهران بإعادة فتح المخازن من دون إذن الوكالة الدولية لتستفيد منها في حال لم يلتزم الطرف الآخر.
  • إعادة فتح السفارة الأمريكية في إيران. هذا الموضوع ليس مُستحيلًا لكن القرار فيه يعود للحكومة الإيرانية، وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ الإمام الخميني (قده) سُئل في إحدى المرات عن إمكان فتح سفارة أمريكية مجدّدًا في الجمهورية الإسلامية فكانت إجابته :”لا عداء إلّا مع “إسرائيل”. وبالمحصّلة دور هذه السفارة يجب أن يكون محصورًا بربط العلاقات بين البلدين وعدم التدخل بشؤون إيران. وهذه النقطة ما يزال من المبكّر الحديث عن احتمال حصولها على أرض الواقع.
  • طمأنة الأمريكيين لناحية الهواجس المتعلقة بتصنيع إيران أسلحة نووية، وأن هذا ليس في قاموسها، عبر تعزيز الشفافية بزيادة عدد الكاميرات بالمنشآت ورفع عدد زيارات المراقبين الدوليين.

الوتيرة لن تكون سريعة جدًا
بالنسبة إلى محدّثنا هو يرى أن الخطوات يجب أن تكون مُتبادلة من أجل إنجاح الاتفاق إنْ حصل فعلًا، وكي يصل الطرفان إليه الأمر يحتاج الى وقت وليس بهذه السرعة. الجلسة المقبلة لن تكون سياسية؛ بل ستُعقد على مستوى خبراء، وستشهد نقاشات في التفاصيل، والشيطان يكمن فيها، ومنها “إسرائيل” والأطراف المتضررة من الوصول إلى اتفاق نووي.

مؤشرات حول جدية أميركا
يميل أمهز الى تغليب الإيجابية لناحية إمكان حصول الاتفاق بين الطرفيْن. إذ يبدو أن الأمريكي تحديدًا اتخذ قرارًا بالذهاب في طريق التفاوض حتى النهاية، ويُرجع ذلك الى أكثر من مؤشر توقّف عنده في رسالة ترامب إلى آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي. الأوّل: ما ورد في عبارته “الولايات المتحدة تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة من أجل السلام والتسوية في المنطقة مع إيران”؛ وهذا يعني استعداده لتقديم تنازلات أمام إيران. والثاني عبارة أخرى واردة في ختام الرسالة: “السلام يصنعه الأقوياء وليس الضعفاء”، وهذا دليل على تعاطي ترامب مع إيران من منطلق قوّتها. والثالث تحجيم دور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في هذه المحادثات، وهو ما ظهر جليًا في المؤتمر الصحافي الأخير الذي جمعه به في البيت الأبيض إلى حدّ تحييده عن المفاوضات.

الخطوط الحمراء
أمّا الخطوط الحمراء التي قد تفجّر المفاوضات، في جولاتها المقبلة، إن على مستوى وزراء خارجية أو على مستوى خبراء من البلديْن، فيمكن اختصارها برأي محدّثنا، بإثارة موضوع تجميد البرنامج النووي الإيراني أو التطرق إلى الصواريخ الباليستية أو القدرات العسكرية أو علاقات إيران، وأيّ بحث في ذلك قد ينسف كلّ الجهود التي بذلت سابقًا.

لطيفة الحسيني – العهد