الطلقة الأخيرة

الطلقة الأخيرة

ريحانة مرتضى

بسط للقوة، رسم جديد لخارطة المنطقة، وإعادة هيكلة قواعد الصراع مع العدوّ الأميركي– الإسرائيلي، هذه كانت نتائج انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على العدوان الصهيو – أميركي.

“شعب كالأسد” بهذا العنوان بدأ العدوّ الصهيوني عدوانه الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والواقع هو محاولة بائسة لإيجاد الاتحاد والوحدة بين المستوطنين للالتفاف حول قرارات حكومتهم التي جرتهم منذ تشرن الأول للعام ألفين وثلاثة عشرين نحو حروب متتالية لا مفر منها.

تحولت عملية طوفان الأقصى إلى معركة وجود بالنسبة للعدو الصهيوني تجرأ من بعدها على شن حروب خارج نطاق الأراضي المحتلة. فما السبب؟

هي قاعدة عامة تلجأ إليها حكومة الاحتلال للفرار من فشل داخلي، ومحاولة لرص الصفوف وجمعها حول قرار الحرب، أي عندما تواجه حكومة العدوّ خطرًا يهدّدها بالداخل تلجأ لحرب خارجية لتعيد اتحاد شعبها وهذا ما حصل، فبعد الفشل في غزّة ثمّ رفح لم يكن هناك خيار أمام العدوّ الذي يعيش الهزيمة بعد عدم تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، سوى خطوة أخرى يلملم بها ماء وجهه فكانت الحرب على لبنان التي رغم قساوتها على بيئة حزب الله بشكل عام والحزب بشكل خاص مع ما قدمته من تضحيات فقد استخدم العدوّ جميع أوراقه غير الأخلاقية في محاولة لتدمير حزب الله والقضاء عليه، وكانت المفارقة بالصمود الأسطوري لبيئة وشعب المقاومة واستمرارها بقصف العدوّ لمدة ستة وستين يومًا ما أجبر العدوّ على طلب وقف إطلاق النار.

أما العدوان على إيران فقد جاء في ظل ظروف دبلوماسية سعت إيران من خلالها لإبراز توجهاتها بعيدًا عن الحرب، حيث كانت المفاوضات الإيرانية الأميركية حول الملف النووي رغم اختلاف الطرفين تجري بشكل يتسم بالمرونة، ولكن لم يرض الغرور الصهيوني قيام ترامب بهذه الخطوة بعيدًا عن المباركة الصهيونية فكان لا بد من اتّخاذ القرار.

والصحيح أن نتنياهو لم يقم بأي من أعماله الإجرامية دون موافقة أميركية، وبطبيعة الحال أخذ الموافقة من ترامب، بعد أن هدّد الأخير بالحرب على إيران ما لم ترضخ لشروطه في المفاوضات، وهذا الأمر ما لم يقبله العقل الفارسي.

وبهذا شهدنا اثني عشر يومًا من أيام الله في حرب لا مثيل لها حيث قامت دولة مسلمة بدك الأراضي المحتلة بصواريخ متنوعة وحولت أمنهم المزعوم إلى كابوس مرعب. هذا مع ما شهدناه في الفترة الماضية من محاولات لأنظمة عربية لاتباع طريق التطبيع المخزي.

في قراءة تفصيلية، نجد أن العدوّ الصهيوني استهان بالقدرات الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد يكون قرأ نوع الرد في عمليتي الوعد الصادق واحد واثنين وطريقته بشكل خاطئ ما دفعه للقيام بهذه الحركة الانتحارية. كما علق الآمال في خطته أولًا على إرباك الجمهورية من خلال استهداف القيادات العسكرية في الصف الأول، ثمّ تحريك الخلايا النائمة الداعمة للعدو داخليًّا لتحرك بدورها الشعب وبالتالي إسقاط النظام. ولكن قيادة العدوّ وحتّى الأميركي لم يفهموا العقل الإيراني والتركيبة الإيرانية ولهم الحق فكيف لدولة مستحدثة لم تبلغ الثمانين من العمر وأخرى مغتصبة قامت على رفات شعب ذي أرض وسيادة، أن تفهم معنى القومية الوطنية وروح الانتماء، وأن تدرك أهمية التاريخ العريق الذي تمتلكه الإمبراطورية الفارسية.

وعليه انهارت أوهام العدوّ عندما وقف الشعب الإيراني بكلّ أطيافه ومكوناته صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص مع دولته وأيدوا قرار قيادتهم وثبتوا في مواجهة العدوان، مقابل انقسام في الداخل الصهيوني بين مؤيد ومعارض للحرب على إيران وكانت النسبة الرافضة تفوق المؤيدة. ومن صور الثبات التي صدرها الشعب الإيراني للعالم أجمع أولًا استكمال الحياة بشكل طبيعي، والدليل المسيرات التي خرج بها الشعب لتأيد الدولة في ما يعبّرون عنه ” بتلقين العدوّ الدرس”، كما خرجت أعداد غفيرة في مسيرة يوم عيد الغدير وهو احتفال سنوي يقام في المحافظات الإيرانية يمتد لعدة كيلومترات. في الجهة الأخرى لدينا مستوطن لا يملك ذرة من الوطنية حمل حقائبه وركض نحو البحر للهروب من جحيم الصواريخ الإيرانية. وهنا تكمن الحكمة: شعب اختار الوطن وعلى استعداد للتضحية رغم الاختلافات وآخر تخلّى عن الوطن بما فيه للنجاة. ثانيًا الموقف المشرف لمذيعة قناة خبر الإيرانية السيدة سحر إمامي حيث بث روح الثبات والمقاومة لدى الشعب، ثالثًا وقوف الفئة المعارضة بشكل قوي وبارز إلى جانب الحكومة والدولة مما أفشل مخطّطات العدو.

أما في العسكر، فكانت الإستراتيجية الإيرانية تعمل على استهداف المقرات العسكرية والمنشآت الاقتصادية والعلمية داخل الكيان، بحيث نوعت بين الكم والنوع في استخدام الصواريخ والمسيرات، كما عملت على إنهاك الدفاعات الجوية للعدو من خلال إرسال مسيرات انقضاضية أتبعتها برشقات صاروخية متنوعة، وبعد أيام من تبادل الضربات كان الطلب “الإسرائيلي” بدخول أميركا الحرب إسنادًا له، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على انتهاء بنك الأهداف لديه في إيران، كما يشير إلى أنه لم يحقق أهدافه من العدوان على الجمهورية وأراد من خلال هذه الحركة تدارك الموقف. نذكر هنا أن البيانات الصادرة عن القيادات العسكرية وحتّى السياسية في إيران تدل بكلّ ثقة على قدرتها على استكمال الحرب وجهوزيتها التامة لسنوات من القتال، وهذا ما لا يقدر عليه الكيان أي الدخول في حرب استنزاف فكانت المشاركة الأميركية لإنقاذ الموقف الصهيوني ومحاولة لإنهاء الحرب بطريقة استعراضية كما وصفها العديد من الخبراء العسكريين والسياسيين حيث أشار البعض منهم إلى أن دخول أميركا الحرب كان فقط لحفظ ماء وجهها وإلا هي ليست في هذا الوارد، فضربة منشأة فوردو النووية سبقه تهويل إعلامي حول القاعدة ليكون تأثير الضربة ووقعها على الرأي العام في أميركا و”إسرائيل” كبير، في المقلب الأخر الصور والفيديوهات التي نشرت للمنشأة بعد الضربة تؤكد على عدم تضررها بالكامل وهذا ما أكدته القيادة الإيرانية، أي فشل الهدف من الاستهداف الذي أعلنه الرئيس ترامب وهو تدمير قدرات إيران على التخصيب.

ثم جاء إعلان وقف إطلاق النار، بعد نداءات ترامب الاستغاثية حيث وجه رسائل إلى حكام الدول العربية للتوسط لدى إيران لإنهاء الحرب، بعد استهداف إيران لقواعد أميركية في قطر حيث أطلق على العملية اسم “بشائر الفتح”، ليكون الفتح بانتصار الجمهورية الإسلامية على الكيان الغاصب وكلّ داعميه، وذلك بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي كانت فيه الجمهورية الإسلامية من أطلق الطلقة الأخيرة تجاه بئر السبع في الداخل المحتل.

في الأهداف المعلنة للعدوان على إيران، تدمير القدرة الصاروخية الإيرانية، إيقاف العمل في المجال النووي وإسقاط النظام، فهل نجح العدوّ الصهيوني في تحقيق أهدافه؟ طبعًا لم يستطع حتّى الوصول إلى مشارف هدف من الأهداف المعلنة، فالقدرة الصاروخية لإيران لا يعلم بها إلا الله ومن يعمل بهذا المجال، أما الملف النووي فهو وإن تضرر بسبب بعض الضربات فبحسب الإعلام العبري لم يُرجع إيران إلا أشهرًا للوراء، فلا إنجاز يذكر. أما الهدف الثالث الذي عملت أميركا بشكل خاص عليه منذ انتصار الثورة الإسلامية من خلال حرب مفروضة على إيران نفذتها أميركا وكلّ الغرب الداعم لها آنذاك بأداة صدام حسين والبعث العراقي، كما جندت منافقي خلق ودعمتهم بالمال لتنفيذ هذا الهدف وعندما أيقنت أن الحرب المباشرة لن تجدي نفعًا اتجهت نحو الحرب الناعمة والعمل على فئة الشباب وبالأخص الفتيات لزعزعة ثقتهم بالدولة، كما زرعت خلايا داخل المجتمع الإيراني، وكان العدوّ الصهيوني يعول على هاتين الفئتين في عدوانه حيث انقلب السحر على الساحر، وصدم العدوّ بوقوف الشعب الإيراني وبالأخص المعارض إلى جانب حكومته ودولته وتحت راية قائده في مواجهة العدوان. وعليه لم يحقق العدوّ أيًّا من أهدافه وهذا الفشل أجبره على طلب وقف إطلاق النار.

في المكاسب والأرباح، كسب رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو داخليًّا سخط المستوطنين وحقدهم عليه، كما حفز لديهم شعور الهروب إلى مكان أكثر أمنًا. أما خارجيًّا فالشارع العام العالمي أصبح مدركًا لمدى إجرام الكيان ويعلم أهمية التخلص منه. اما على الصعيد الإيراني فحققت إيران مكابس عدة، داخليا، جاءت هذه الحرب لتكون فرصة مناسبة لتنظيف الداخل الإيراني من كلّ أذرع الغرب وخلاياه النائمة، كما أعطت النظام الثقة التامة من كلّ مكونات الشعب. إقليميًّا، كرست إيران نفسها لاعبًا ومؤثرًا إقليميًّا لا يمكن تخطيه، كما أعطت مصداقية لشعاراتها الثورية الداعمة للمستضعفين والمنادية بالموت لأميركا و”إسرائيل”. أما خارجيًّا، فقد اكستبت تعاطفًا عالميًّا من الشعوب التي تجد أن “إسرائيل” ترتكب المجارز والإبادة في غزّة، كما شكلت دفعًا معنويًّا لقوى “محور المقاومة” بعد الضربات التي تعرضت لها.

وفي الختام نقول إن وقف إطلاق النار ساري المفعول ولكن هذا لا يعني أن الحرب بين الحق والباطل قد انتهت بل الآن هو الوقت المناسب لإعادة بناء القوّة والتحضير لمواجهات أعنف، قد تكون في الدخل، فقد يلجأ العدوّ إلى عمليات الاغتيال والتفجيرات، وعليه لا بد من اليقظة والحذر من غدر العدوّ وكيده.

ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟

ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على إيران واستهداف منشآتها النووية واغتيال عدد من قادتها العسكريين وخبرائها النووين، عاد سيناريو إغلاق إيران لمضيق هرمز إلى الواجهة، ولا سيما أن إيران هددت في السابق بإغلاق هذا المضيق أمام حركة الملاحة كجزء من ردّها.

أقرب مثال شهده العالم لما قد يعنيه إغلاق مضيق هرمز هو ما قامت به حركة أنصار الله اليمنية عبر إغلاق مضيق باب المندب، وما ترتب على ذلك من تداعيات قاسية على حركة التجارة العالمية. إلا أن السيناريو الأكثر تعقيداً وخطورة، في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه إيران، يتمثل في احتمال إغلاق كلا المضيقين معاً. فما الذي قد يترتب على هذا السيناريو من تأثيرات على التجارة العالمية؟

ما أهمية مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، يبلغ عرضه عند أضيق نقطة نحو 33 كيلومتراً، فيما لا يتجاوز عرض ممرات الشحن 3 كيلومترات في كل اتجاه. يعد ممراً استراتيجيا لتجارة الطاقة بين الخليج العربي وباقي العالم، ويمثّل المضيق المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، وهي دول تعتمد بشكل كبير على الواردات لتأمين احتياجاتها الأساسية

في خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2023، مرّ عبر المضيق ما يقرب من 30% من إجمالي تجارة النفط العالمية، وذهبت 70% من هذه الكميات إلى الأسواق الآسيوية. كما تمر عبره جميع صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر والإمارات، بما يمثل نحو 20% من تجارة الغاز الطبيعي المسال عالمياً. وكانت الأسواق الآسيوية الوجهة الرئيسة لهذه الصادرات، حيث استحوذت على 80% من الكميات المنقولة عبر المضيق، في مقابل نحو 20% فقط ذهبت إلى أوروبا.

تبرز أهمية المضيق بشكل خاص للصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والمركز الصناعي الأبرز، حيث أن 44% من وارداتها المُعلنة من النفط الخام في العام 2023 جاءت من الدول العربية (باستثناء سلطنة عُمان)، فضلاً عن كميات إضافية غير مُعلنة من إيران الخاضعة للعقوبات الدولية.

على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية، يقع باب المندب بين اليمن والقرن الأفريقي، وهو نقطة وصل بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، يمثّل باب المندب مساراً مباشراً للشحن التجاري البحري إلى أوروبا وأميركا، ويمر عبره ما بين 6% إلى 7% من تجارة النفط العالمية. يعبر المضيق يومياً حوالي 50 سفينة تجارية تحمل النفط والغاز والبضائع في الحاويات والبضائع السائبة. وفي حال إغلاق باب المندب، تضطر الناقلات إلى الانعطاف حول رأس الرجاء الصالح، ما يزيد مسافة الرحلة بحوالي 5,000 ميل بحري، ويترتب عليه زيادة في التكاليف والوقت المستغرق.

أدّت هجمات أنصار الله عند باب المندب – التي بدأت في أواخر العام 2023 – إلى تجنّب معظم السفن العبور من البحر الأحمر، ففي شهرين فقط تراجعت أعداد السفن المارّة من خليج عدن، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بنحو النصف، وبحلول منتصف العام 2024، تراجعت حمولة السفن المارة من خليج عدن بنسبة 76%، وفقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. أما قناة السويس، المدخل الشمالي للبحر الأحمر، فوصل التراجع في الحمولة المارة إلى 70% في الفترة نفسها.

ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟


هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز؟

بالفعل، تمتلك إيران القدرة على إغلاق مضيق هرمز إذا رغبت في ذلك. فالساحل الإيراني يطل على المضيق لأكثر من 100 ميل بحري، وتمتلك إيران عدداً كبيراً من الصواريخ والطائرات المسيرة والأنظمة البحرية والجوية التي يمكن أن تهدّد السفن المارة في المضيق، وتمتلك إيران أيضاً بطاريات صاروخية على الشاطئ تغطي المضيق لمهاجمة السفن بالإضافة إلى الفرقاطات والزوارق. وقد تكفي هجمات إيرانية محدودة لإيقاف حركة الملاحة، خاصة إذا شعرت شركات الشحن بارتفاع المخاطر وارتفاع تكاليف التأمين.

لماذا لا تفعل إيران ذلك؟
أولاً، إن أي هجوم إيراني على المضيق هو خط أحمر بالنسبة إلى دول الخليج، فضلاً عن أنه سيستثير الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً وأن الأسطول الأميركي الخامس، متمركز حالياً في البحرين.

أيضاً، سيؤدي إغلاق المضيق إلى تعطيل قدرة إيران على استخدام المضيق لصادراتها من النفط. وفقاً لبيانات شركة كبلر، المتخصصة في تجميع البيانات والبحوث الصناعية، صدّرت إيران في المتوسط 1.65 مليون برميل يومياً من النفط الخام ومكثفات الغاز في خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2024. تعتمد إيران على هذه الصادرات في توليد 65% من إيرادات الحكومة و8% من الناتج المحلي الإجمالي. من دون عائدات النفط، ستضطر الحكومة الإيرانية إلى خفض الدعم على الوقود والمواد الغذائية الأساسية، التي تساهم في الحفاظ على انخفاض الأسعار التي يستفيد منها 91 مليون نسمة من سكان إيران.

إضافة إلى ذلك، تذهب الغالبية العظمى من صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، حيث تشير التقديرات إلى أن النسبة تصل إلى 90%. ولهذا السبب تخشى إيران من أن يؤدي إغلاق المضيق إلى استياء الصين، ما قد يضعف علاقتها مع حليف أساسي وقوي، خصوصاً في ظل العزلة الدولية والحصار الذي تواجهه إيران.

في المقابل، تشير بعض التحليلات إلى أن إيران قادرة على التخفيف من تأثيرات إغلاق مضيق هرمز عليها. ففي تشرين الأول/ تشرين الأول 2024، وبعد أن بدأت إيران تصدير النفط من منشآتها في «جاسك» على سواحل بحر عمان خارج منطقة الخليج العربي، توقع محللون أن تستعد إيران لإغلاق المضيق عبر استراتيجية تطوير مرافق بديلة تضمن استمرار تصدير النفط.

أيضاً، لطهران طريقة أخرى لتعطيل حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية من دون الإضرار بمصالحها الخاصة، وهي احتجاز السفن التجارية التابعة لدول منافسة مثل إسرائيل والولايات المتحدة، رداً على ما تعتبره أعمالاً استفزازية.

ما يقلل من تبعات إغلاق مضيق هرمز على دول الخليج والعالم هو أن السعودية والإمارات لديهم خطوط أنابيب بديلة يمكن الاعتماد عليها. ففي حالة السعودية، يمكن نقل 5.1 مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب الشرق-الغرب وتحميلها من البحر الأحمر، إلا أن هذا الخط عرضة لهجمات من قِبل حركة أنصار الله. أما الإمارات فتتمتع بوضع أفضل، حيث تمتلك خط أنابيب من أبوظبي إلى الفجيرة، الذي بدأ العمل به في 2012، بسعة تصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً. ويقع ميناء الفجيرة على خليج عُمان، وليس على الخليج العربي الذي تهدد إيران بإغلاقه. ويملك الميناء القدرة على تصدير نحو 75% من إجمالي إنتاج الإمارات من النفط الخام إذا دعت الحاجة.

محمد الخنسا – الصفر

المفاوضات الإيرانية الأميركية: هل تبصر نتائجها النور؟

المفاوضات الإيرانية الأميركية: هل تبصر نتائجها النور؟

ريحانة مرتضى – خاص أخبار إيران

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، شهدت العلاقات الإيرانية الأميركية مفاوضات غير مباشرة بوساطة عُمان، الدولة التي لتسعى تعزيز مكانتها كجسر دبلوماسي بين الشرق والغرب. حيث أقيمت المباحثات على جولات ثلاث وعلقت الرابعة لأسباب لوجستية. هذا وتكتسب هذه المحادثات أهمية كبيرة، خاصة في إطار تقدم المفاوضات النووية ورفع الحظر الجائر عن إيران، ويمكن عدها خطوة أساسية في العملية الدبلوماسية الإيرانية. يذكر أنه على هامش هذا الحدث أقيمت مشاورات سياسية ودبلوماسية مكثفة بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية والأطراف الإقليمية والعالمية.

تأتي هذه المفاوضات بعد سنوات من الجمود السياسي، خاصةً بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي عام 2018. وأكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا على أهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف والتعاون مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، وتأمل أن تتمكن من خلال ذلك من تحقيق النتائج المرجوة في رفع الحظر غير القانوني وإرساء الاستقرار في المنطقة وتؤكد على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، كما طالبت برفع جميع العقوبات كشرط أولي لأي اتفاق، كما تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لأغراض سلمية، بينما تسعى واشنطن لضمان عدم تحوُّل البرنامج النووي الإيراني إلى عسكري.

وفي الحديث عن شكل المفاوضات ومحتواها بين إيران وأميركا، اختارت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباحثات غير المباشرة، وذلك حرصًا منها على حقها في إثبات قوتها كلاعب قوي ومؤثر، فتاريخ العلاقات بين البلدين مليء بانتهاك الولايات المتحدة للاتفاقيات، فلا ثقة تدعم خيار المفاوضات المباشرة، وعليه هي فرصة استغلتها الجمهورية الإسلامية لاختبار مدى صدق الولايات المتحدة.

ومع العنوان العريض للولايات المتحدة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فهي بالمقابل تظهر مرونة في التفاوض تحت ضغط العقوبات، وهذا ما انتقده مجلس العلاقات الخارجية الأميركي معتبرًا أن في نهج واشنطن “تنازلًا استباقيًا” لإيران.

أقيمت المفاوضات غير المباشرة بين الدولتين بوساطة سلطنة عمان، على جولات ثلاث، نظمت الجولة الأولى بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وذلك عبر وساطة وزير الخارجية العُماني بدر لبوسعيدي بتاريخ 12 نيسان/نيسان 2025 في العاصمة العُمانية مسقط. استمرت المفاوضات ساعتين ونصفًا، من خلال تبادل الرسائل بين الطرفين عبر الوسيط العُماني. ناقش الطرفان فيها رفع العقوبات الأميركية والملف النووي الإيراني، وقد وصفت الجولة الأولى “بالإيجابية والبناءة” واتفق على عقد الجولة الثانية في روما.

أما الجولة الثانية التي عقدت بتاريخ 19 نيسان/نيسان 2025 في العاصمة الإيطالية روما، بحضور ثلاثي كما في الجولة الأولى، فقد تميزت بتعميق النقاش الفني، واستمرت المحادثات بنفس النهج غير المباشر، مع تبادل الرسائل عبر الوسيط العُماني، حيث تم التركيز على الجوانب الفنية لرفع العقوبات والملف النووي. هذا وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن إيران ترفض التفاوض على أي قضايا خارج الملف النووي (مثل البرنامج الصاروخي أو الدعم الإقليمي). كما أشار إلى وجود “تقدّم” لكنه نوّه لوجود خلافات جوهرية، خاصة حول مستوى تخصيب اليورانيوم (60% حالياً). وعليه تم الاتفاق بين الجانبين على عقد جولة أخرى في مسقط بتاريخ 26 نيسان.

الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة أقيمت بتاريخ 26 نيسان/نيسان 2025 في العاصمة العُمانية مسقط، وحملت الطابع نفسه للجولتين السابقتين مع حضور خبراء فنيين، واتسمت بنقاشات مكثفة وخلافات مستمرة، حيث استمرت المباحثات نحو 9 ساعات، ووصفت بأنها “الأكثر جدية”. وتبادل الطرفان وثائق مكتوبة حول آلية رفع العقوبات وضوابط التخصيب النووي. يذكر أن وزير الخارجية الإيرانية عراقجي أشار إلى أن الخلافات لا تزال قائمة، خاصة حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم، كما وصفه بـ”غير القابل للتفاوض”، مشيرًا إلى أن العقوبات الأميركية “إرهاب اقتصادي”. إلى ذلك اتفق الطرفان على عقد الجولة الرابعة في روما بتاريخ 3 أيار/أيار 2025.

الجولة الرابعة التي كان من المقرر أن تقام في 3 أيار/أيار 2025 في روما، أرجئت “لأسباب لوجستية” بناء على اقتراح عُماني، حيث أعلن البوسعيدي، في منشور على منصة “أكس”، عن “إعادة جدولة الاجتماع الأميركي – الإيراني، الذي كان مقرّرًا السبت، لأسباب لوجستية” وذلك إلى “موعد يتم الاتفاق عليه بين الطرفين”. إلى ذلك جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، “التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالاستفادة من الدبلوماسية كوسيلة لتحقيق المصالح المشروعة والقانونية للشعب الإيراني، وإنهاء العقوبات والضغوط الاقتصادية التي تستهدف الحقوق الإنسانية ورفاهية كل فرد من أفراد الشعب الإيراني”. وأوضح أنّ “الوفد الإيراني، ومنذ بدء مشاركته في المفاوضات، حدّد إطارًا واضحًا يستند إلى المبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية ووفقًا للقانون الدولي، بما يخصّ الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإنهاء العقوبات غير القانونية، وقد أظهر جديته في إجراء مفاوضات قائمة على النتائج، بهدف التوصّل إلى تفاهم عادل، معقول، ومستدام، وسيواصل هذا النهج بثبات وقوة”.

وقد أرجع المراقبون لتطور ملف المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأميركي توقف مسار الجولات التفاوضية لعدة أسباب منها الضغوط الداخلية الأميركية، والتي تنتقد التنازلات الاستباقية لواشنطن، كما يتحدث المتابعون عن وجود تصعيد إقليمي متمثل بانفجار ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، والذي قد يؤثر على أجواء المفاوضات، حيث سعى رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو لاستغلال الحادث وتوجيه الرأي العام داخل الكيان إلى أن انفجار الميناء من فعله.

تزامنت هذه التطورات مع قيام الإدارة الأميركية بفرض حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وكيانات داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها بذريعة التعاون الاقتصادي والتجاري مع طهران.

إلى ذلك اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيراني بقائي، أنّ هذه العقوبات تعكس الطبيعة العدائية وغير القانونية للسياسات الأميركية تجاه الشعب الإيراني، مشددًا على أنّها تنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أشار إلى أنّ ما وصفه بـ”الإرهاب الاقتصادي” الأمريكي يهدف إلى تقويض العلاقات القانونية بين الدول النامية، وزعزعة استقرارها.

ووصف بقائي هذه الإجراءات بأنها امتداد لسياسة “الضغوط القصوى” التي فشلت في تحقيق أهدافها، وأنها دليل إضافي على غياب حسن النوايا لدى صنّاع القرار في واشنطن، وتجاهلهم لأي مسار دبلوماسي جاد. وأكد أنّ الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لسلوكها التصعيدي.

كما شدّد بقائي على أنّ الشعب الإيراني لم ينسَ التاريخ الطويل للعداء الأميركي، لا سيّما في مجال العقوبات التي أعاقت التنمية والتقدم العلمي والاقتصادي في البلاد، مؤكّدًا عزم الإيرانيين على مواصلة طريق العزّة والازدهار، في مواجهة محاولات الترهيب والضغط.

وفي قراءة للتوقعات المستقبلية وبناء على ما تقدم، تعد حزمة العقوبات الجديدة على إيران في ظل إرجاء المحادثات المتفق عليها، خطوة تشويشية لمسار الجولات السابقة من المفاوضات، كما تحمل معها إصرار الأميركي على انتهاج سلوك عدائي بعيدًا عن الدبلوماسية السياسية، والتاريخ حافل بمواقف مشابهة للولايات المتحدة التي كانت سباقة بالخروج من الاتفاقات الدولية. يشار إلى أن نجاح المفاوضات بين الطرفين يعتمد على اتفاق مرحلي بينهما حول مستوى التخصيب النووي وآلية رفع العقوبات، وهنا أظهرت أميركا حسن نيتها وصدق أعمالها بالحزمة الجديدة من العقوبات فهل تسعى لخلق توترات إقليمية جديدة؟

الخارجية الإيرانية: الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد بين عراقجي وويتكوف..

الخارجية الإيرانية: الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد بين عراقجي وويتكوف..

أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أجاب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع وسائل الإعلام، على أسئلة الصحفيين.

في البداية، قدّم بقائي تعازيه إلى الشعب الشريف في هرمزكان وإلى جميع العائلات المفجوعة جراء حادثة الانفجار في ميناء الشهيد رجائي، قائلاً: “نسأل الله الصبر لذوي الضحايا وندعو بالشفاء العاجل للمصابين.” كما أعرب عن شكره للدول التي بعثت برسائل تعزية وأبدت تعاطفها مع الشعب الإيراني، مشيداً بشكل خاص بروسيا التي كانت في طليعة الدول التي أعلنت استعدادها لتقديم المساعدات.

الإبادة الجماعية في فلسطين

وتحدث بقائي عن الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، قائلاً: “للأسف، تتواصل الإبادة بوتيرة أشد، وقد استشهد قرابة 300 إنسان بريء، وشهدنا مشاهد مؤلمة تهدف إلى إبادة فلسطين.” وأضاف: “كل فرد في العالم تقع على عاتقه مسؤولية النهوض للتعبير عن احتجاجه، ومطالبة الهيئات المعنية بحفظ السلام بالقيام بواجباتها.”

المفاوضات غير المباشرة والخطوط الحمراء الإيرانية

وفيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة والخطوط الحمراء لإيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “الدخول في التفاصيل يجب أن يتم ضمن إطار التفاهمات العامة المتفق عليها. إن خطوطنا الحمراء جزء من المبادئ التفاوضية، ونحن نتابعها بجدية تامة.”

الاعتقال غير القانوني للمواطنين الإيرانيين في فرنسا

وعن موضوع الاعتقال غير القانوني لمواطنين إيرانيين في فرنسا، صرّح بقائي قائلاً: “هذا أحد التناقضات التي يجب تقديم تفسير لها. من غير المقبول حرمان مواطنين من حقوقهم لمجرد احتجاجهم، وهذا يعد انتهاكاً للمعايير الدولية وتواطؤاً مع الجرائم التي تُرتكب في منطقتنا.” وأردف قائلاً: “لقد تابعنا الحالتين، وفي آخر التطورات تمت الموافقة على إجراء لقاء قنصلي مع السيدة أسفندياري. ونأمل أن تقوم فرنسا بتحديد مصير هؤلاء المواطنين بأسرع وقت ممكن، إذ إنهم لم يرتكبوا سوى التعبير عن معارضتهم للجرائم الجارية في منطقتنا.”

زيارة وفد الوكالة إلى إيران

وتحدث بقائي عن زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، قائلاً: “زيارة الوفد الفني للوكالة تأتي استكمالاً للمفاوضات التي جرت بين المدير العام للوكالة والمسؤولين الإيرانيين، حيث سيُجري الوفد اليوم محادثات مع مسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وستكون المحادثات ذات طابع فني بحت. وستتناول المباحثات الموضوعات العالقة المتعلقة بقضايا الضمانات.”

متابعة ملف الشهيد سليماني

ورداً على سؤال لوكالة تسنيم بشأن متابعة ملف اغتيال الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، قال بقائي: “ملف التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد سليماني ورفاقه قيد المتابعة في الجهات القضائية، والإجراءات مستمرة.”

انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات بين عراقجي وويتكوف

وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية العماني حول المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “أشار الوزير إلى أن هناك اجتماعاً رفيع المستوى آخر، والمقصود هو الجولة الرابعة من المفاوضات التي ستُعقد برئاسة وزير الخارجية الإيراني والممثل الخاص لأمريكا.”

نأمل أن يلعب الأوروبيون دوراً بناءً

وتحدث بقائي عن مواقف أوروبا بشأن إيران وكذلك مسار المفاوضات والحوار مع الدول المجاورة في هذا السياق، قائلاً: “هذا يعكس المكانة والأهمية التي نوليها لدول الجوار، وكذلك للدول الأخرى المشاركة في الاتفاق النووي. الأمر واضح ويعكس نوايا الجمهورية الإسلامية الإيرانية الطيبة. فيما يتعلق بتوضيح المسائل النووية واستعداد إيران للمساهمة بدور بناء مع الدول الأخرى التي كانت جزءاً من هذا الموضوع، نأمل أن يلعب الأوروبيون دوراً بناءً.”

ضغوط أمريكا على الصين ودول أخرى

وفيما يتعلق بالضغوط الأمريكية على الصين والدول الأخرى، قال بقائي: “سياسة الضغوط القصوى لا تقتصر على إيران فقط، بل تُآذار أيضاً ضد دول أخرى، وهي تعرقل التجارة الحرة. في النهاية، تُنتهك حقوق الإنسان لكل فرد يتعرض لهذه العقوبات. فيما يتعلق بالصين، فإن الضرر الذي تسببه هذه العقوبات يُعد بمثابة عائق أمام العلاقات الودية بين الشعوب.”

أي مغامرة ضد إيران ستواجه رداً قاسياً

وفيما يتعلق بمحاولات الكيان الصهيوني للتشويش والانحراف في المفاوضات، قال بقائي: “ليس من المستغرب أن يقوم مسؤولو هذا الكيان بتصريحات من هذا القبيل بهدف تشويش سير العملية الدبلوماسية. أي مغامرة ضد إيران ستواجه رداً قاسياً.” وأضاف: “يجب على الدول الغربية، وخاصة أولئك الذين يستمرون في دعم هذا الكيان، أن يفكروا في أنهم يساعدون كياناً وجوده يعتمد على استمرار الأزمات.”

عراقجي أظهر تقديره للإعلام

رداً على العنوان الرئيسي الذي نشرته إحدى وسائل الإعلام عن تصريح وزير الخارجية بشأن راحة المفاوضات بدون الصحفيين، قال بقائي: “من العجيب أن مزاحاً من وزير يتمتع بحس فكاهي يتحول إلى عنوان رئيسي في وسائل الإعلام. لقد أظهر السيد عراقجي تقديره الكبير للإعلام، حيث بدأ حديثه بشيء من الدعابة.”

الجولة القادمة من المفاوضات ستكون يوم السبت

وعن المفاوضات والجولة القادمة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “وفقاً للتفاهمات التي تمت في مسقط، فإن الجولة القادمة من المفاوضات مبدئياً ستكون يوم السبت، ونحن منسقون بشكل طبيعي مع الطرف العماني. أما بشأن موعد ومكان الاجتماع، فسيتم تحديده من قبل الأطراف الثلاثة. من الطبيعي أن تتطلب المناقشات الفنية وقتاً أطول.”

استبعاد الدول الأوروبية الثلاث من المفاوضات

وفيما يخص استبعاد الدول الأوروبية الثلاث من مسار المفاوضات، قال بقائي: “كان هذا خيارهم.”

مؤتمر إيران وأفريقيا وإيران إكسبو

وتحدث بقائي عن مؤتمر إيران وأفريقيا وإيران إكسبو قائلاً: “كلتا الفعاليتين مهمتان من حيث عرض الإمكانيات الاقتصادية والتجارية والتقنية لإيران، وتوفير فرص الاتصال التجاري بين إيران والدول. شارك أكثر من 100 دولة في هذه الفعاليات. لعبت وزارة الخارجية دوراً مهماً في التخطيط لهذه الأحداث، وكان دور نائب الرئيس كرئيس للجنة المنظمة لهذه الفعاليات بالغ الأهمية. لقد أنشأنا علاقات جيدة مع أفريقيا، لكن القدرات المتاحة أكبر مما يتم استغلاله حالياً. لقد زادت مستويات مشاركة الدول بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، ونأمل أن تفتح فصلاً جديداً في علاقات إيران مع الدول المستهدفة.”

فرنسا يجب أن تتجنب استغلال المواطنين الإيرانيين لأغراضها الخاصة

وعن متابعة قضية المواطنين الإيرانيين المعتقلين في فرنسا، قال بقائي: “من واجبنا متابعة أي قضية تنشأ لأحد مواطنينا. منذ البداية، كنا نتابع هذه القضية بكل جدية، ونحن سعداء بأن تم اتخاذ خطوة من خلال اللقاء القنصلي مع السيدة أسفندياري. يجب على فرنسا أن تتجنب استخدام مواطني إيران كأدوات لمصالحها الخاصة.”

المفاوضات وفترات قصيرة لكل جولة

وفيما يتعلق بمدة المفاوضات وفترات الجولة القصيرة، قال بقائي: “مدة المفاوضات والفترات الزمنية بين الجولات تتحدد بالتفاهم بين الطرفين. من البداية قلنا أننا جادون ونعتقد أنه إذا تمكنا من إزالة العقوبات الجائرة في أي يوم، فإن ذلك سيكون لصالح الشعب الإيراني. هذه العقوبات تستهدف حياتنا اليومية جميعاً. هدف هذه العقوبات هو الضغط على الشعب الإيراني، ونحن جادون في هذا الموضوع وقلنا إننا لا نضع أي قيود. نحن مستعدون للجولات القصيرة بشرط أن يكون ذلك بالتفاهم بين الطرفين.”

كلا من الهند وباكستان عزيزتان علينا

وفي رده على الأحداث التي نشأت في العلاقات بين الهند وباكستان، قال بقائي: “الحادثة التي وقعت في باهالجام بالهند كانت مؤلمة للغاية وقد أدنّاها فوراً. نحن نعتقد أن الإرهاب بجميع أشكاله وأساليبه مرفوض، وهو ضد المعايير الحقوقية الدولية ويشكل تهديداً للسلام والأمن. وزير الخارجية الإيراني تواصل مع نظرائه وأعلن عن استعداد إيران لتقديم أي مساعدة لازمة.”

وأضاف: “كل من الهند وباكستان عزيزتان علينا، ونحن نتمتع بعلاقات عميقة مع كلا البلدين. لا نحب أن نرى توترات بين هذين البلدين في شبه القارة الهندية. كما أعلن الرئيس الإيراني في اتصالاته عن استعداد إيران للمساعدة، ونأمل أن يتمكن كلا البلدين من إدارة هذا الموضوع بحكمة.”

زيارة الرئيس الإيراني يمكن أن تفتح فصلاً جديداً في العلاقات مع أذربيجان

وتحدث بقائي عن زيارة الرئيس الإيراني إلى باكو قائلاً: “هذه الزيارة مهمة، وقد تم الإعداد لها لأشهر. هذه الزيارة قد تفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين إيران وأذربيجان. علاقتنا مع أذربيجان مهمة للغاية، واستقرار منطقة القوقاز يعد من أولوياتنا. نأمل أن تساهم هذه الزيارة في توسيع العلاقات الثنائية وتوفير الأسس اللازمة لتوقيع مذكرات تفاهم في مختلف المجالات.”

علاقتنا مع الصين قائمة على الاحترام المتبادل

وفي رده على انتقادات الدول الغربية لعلاقة إيران مع الصين ودور الصين في منطقة غرب آسيا، قال بقائي: “نحن لدينا علاقة صداقة طويلة الأمد وشراكة استراتيجية مع الصين. علاقتنا مع الصين تقوم على الاحترام المتبادل، وهذا ما أثبتته السنوات الأخيرة. أما الانتقادات من بعض الدول الأوروبية والأمريكية بشأن علاقتنا مع الصين ودورها في المنطقة فهي قضايا سياسية.”

وأضاف: “دور الصين في منطقتنا مرحب به، وقد لعبت دوراً بناءً في التطورات الإقليمية. يكفي أن تقارن الدول الغربية دورها مع الصين في المنطقة. البلدان التي تتذمر ينبغي أن تنظر إلى دورها هي، والشعب الإيراني غاضب من دعمهم الواسع للكيان الصهيوني. دور الصين كان يهدف إلى تطوير المنطقة.”

احتجاز المصور الإيراني في أفغانستان

وفي رده على احتجاز المصور الإيراني في أفغانستان، قال بقائي: “نحن نتابع القضية. عدد السجناء الإيرانيين لا يتجاوز أصابع اليد ونحن نتابع حالة جميعهم. تم إطلاق سراح أحد المعتقلين، وحالة المصور المذكور قيد المعالجة.”

مفاوضات الوفود الفنية الإيرانية والأمريكية

وعن مفاوضات الوفود الفنية الإيرانية والأمريكية والمواضيع الاقتصادية المطروحة، قال بقائي: “في كل مرحلة من المفاوضات، نستخدم الخبرات والاستشارات الفنية. في هذه الجولة كان لدينا خبراء اقتصاديون، وكان هناك أيضاً خبراء متخصصون في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسنواصل الاستفادة من هذه الخبرات في المستقبل.”

وأضاف: “إن إنهاء العقوبات بشكل فعّال هو كلمة مفتاحية، ويجب أن يتضمن ذلك مجموعة متنوعة من الالتزامات. توفير الوصول الحر إلى موارد وأصول الشعب الإيراني هو حقنا، وهذا سيكون جزءاً من عملية المفاوضات.”

استدعاء سفراء السويد وهولندا إلى وزارة الخارجية

وفي رده على التقارير المناهضة لإيران التي نشرتها هولندا والسويد، قال بقائي: “هذه التقارير منسقة. في الوقت الذي نطالب فيه الدول الأوروبية بوقف دعمها للكيان، يقومون باتهام إيران، وهي دولة تعارض بوضوح التوسع الاستيطاني لهذا الكيان. تم استدعاء سفيري السويد وهولندا إلى وزارة الخارجية الإيرانية في هذا الصدد.”

كيفية إنهاء العقوبات من قبل أمريكا في حال التوصل إلى اتفاق

وفيما يتعلق بكيفية إنهاء العقوبات من قبل أمريكا في حال التوصل إلى اتفاق، قال بقائي: “موقفنا بشأن إنهاء العقوبات واضح. كيفية رفع العقوبات من قبل الطرف الآخر يعود إليهم. يجب أن يتم طرح هذا الموضوع في جلسات المفاوضات. كما يجب أن نتوقع نحن كيفية تنفيذ الالتزامات.”

وعن استعداد وزير الخارجية الإيراني للسفر إلى ثلاث دول أوروبية، وما إذا كانت تلك الدول قد قبلت ذلك أم لا، قال بقائي: “على الأقل ما أنا على علم به، لا.”

القول بأن إيران لا تحتاج إلى برنامج نووي سلمي لأنها تمتلك النفط والغاز ليس له أساس

وفيما يتعلق بتصريحات عراقجي في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست حول التعاون مع الدول الأخرى في تطوير برنامج نووي سلمي، قال بقائي: “هذا التصريح في الواقع يهدف إلى توضيح احتياجات إيران. إحدى الحجج التي كانت تثار ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني هي أن إيران لا تحتاج إليه لأنها تمتلك النفط والغاز، وهذا غير مبرر. النقطة التي أشار إليها الوزير في مقاله هي إبراز القدرات التي تمتلكها إيران، ونحن لا نمانع في التعاون مع الدول الأخرى في هذا المجال.”

زيارة بزشكيان إلى الصين

وفيما يتعلق بزيارة بزشكيان إلى الصين، قال بقائي: “نعم، الزيارة إلى الصين ستكون للمشاركة في إحدى اجتماعات منظمة شنغهاي للتعاون، والتي ستُعقد في الأسابيع المقبلة.”

إيران ليست بصدد إعادة فتح سفارتها في دمشق

وعن السؤال بشأن ما إذا كانت إيران تسعى لإعادة فتح سفارتها في دمشق، قال بقائي: “لا.”

نائب عراقجي في طريقه إلى البرازيل

وفيما يتعلق بقمة وزراء الخارجية لدول بريكس في البرازيل، قال بقائي: “منظمة بريكس هي إحدى الهيئات التي تلعب دوراً متزايداً في التحولات الدولية وتُظهر رغبة الدول في التعددية. هذه القمة ستكون على مستوى وزراء الخارجية، ولكن نظراً لتزامنها مع زيارة الرئيس إلى باكو، سنشارك في هذه القمة على مستوى نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية.”

تسنيم

بزشكيان: يجب استئصال جذور الإرهاب من خلال التضامن الإقليمي

بزشكيان: يجب استئصال جذور الإرهاب من خلال التضامن الإقليمي

أدان الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بشدة الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة بهالغام بالهند، وأعرب عن تعاطفه مع حكومة وشعب الهند، مؤكدًا على ضرورة التعاون بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب والتضامن ضد هذا التهديد المشترك.

وأجرى بزشكيان محادثة هاتفية مساء السبت مع رئيس وزراء جمهورية الهند، ناريندرا مودي، لمناقشة آخر التطورات في شبه القارة الهندية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين جمهورية إيران الإسلامية والهند.

إيران تدين بشدة الأعمال الإرهابية واللاإنسانية
وفي بداية هذه المحادثة، أعرب الرئيس الايراني عن أسفه العميق للحادث الإرهابي الأخير في مدينة بهالغام، والذي أسفر عن خسائر في الأرواح وإصابة عدد كبير من المواطنين الهنود الأبرياء وأعرب عن خالص تعاطفه مع حكومة وشعب الهند، مؤكدًا: “إن جمهورية إيران الإسلامية تدين بشدة مثل هذه الأعمال الإرهابية واللاإنسانية”.

وفي إشارة إلى تزايد الأعمال الإرهابية في المنطقة، أشار بزشكيان إلى أن “هذه الأحداث المريرة تُضاعف المسؤولية المشتركة لجميع دول المنطقة، وتتطلب منا تجفيف جذور الإرهاب وضمان السلام والهدوء الدائمين لشعوبنا من خلال التآزر والتضامن والتعاون الوثيق”.

وأكمل حديثه مُشيدًا بالإرث الثمين للقادة الهنود العظام، وقال: “نعرف الأمة الهندية بشخصيات بارزة مثل المهاتما غاندي وجواهر لعل نهرو، اللذين كانا رسولي سلام وصداقة وتعايش سلمي في العالم. ونأمل أن يظل هذا النهج والسياسة الاستراتيجيان محور علاقات الهند مع جميع دول العالم”.

وفي جانب آخر من المحادثة، اشار الرئيس بزشكيان إلى الاتجاه المتنامي في العلاقات الاقتصادية بين إيران والهند، وأعرب عن أمله، في أن يشهد مستوى التعاون الثنائي مزيدًا من التطور، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والبنية التحتية.

دعوة رسمية لرئيس الوزراء الهندي لزيارة طهران
وأكد الدكتور بزشكيان أهمية المشاريع المشتركة، بما في ذلك تطوير ميناء تشابهار جنوب شرق ايران، وأضاف: “يمكن لتشابهار أن تلعب دورًا محوريًا في التفاعلات الاستراتيجية في المنطقة، ورابطًا استراتيجيًا بين إيران والهند وروسيا. نأمل أن تتسارع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة، وأن نحقق نتائج ملموسة وفعّالة”.

ووجه الرئيس الايراني دعوة رسمية لرئيس الوزراء الهندي لزيارة طهران، وقال: “نودّ دراسة ومتابعة مجالات تعميق وتوسيع التعاون الشامل بين البلدين في جوّ وديّ وبناء”.

إيران قادرة على فهم معاناة الشعب الهندي أكثر من أي دولة أخرى
وفي هذه المحادثة، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن تقديره للمكالمة الهاتفية التي أجراها الدكتور بزشكيان ورسالة التعاطف التي بعث بها، مؤكدًا: “إنّ تعبيركم عن تعاطفكم مع حكومة وشعب الهند قيّم ومشجع للغاية”.

وفي إشارة إلى تفاصيل حادثة بهالغام الإرهابية، استذكر التجربة المريرة للشعب الإيراني مع الإرهاب، وأضاف “ناريندرا مودي”: “نظرًا لتجاربها المؤلمة، تستطيع إيران فهم مشاعر الشعب الهندي ومعاناته أكثر من أي دولة أخرى. نتفق تمامًا مع وجهة نظركم بأن مكافحة الإرهاب تتطلب وحدة وتعاونًا شاملًا بين دول المنطقة”.

كما صرّح رئيس الوزراء الهندي، في إشارة إلى لقائه الأخير مع الدكتور بزشكيان في قازان بروسيا، قائلًا: “العلاقات الثنائية بين الهند وجمهورية إيران الإسلامية تسير على مسار جيد للغاية، ونحن عازمون على تعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات”.

دعم جهود إيران لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي
وأشاد مودي بدور إيران البنّاء في ضمان السلام والأمن العالميين، وقال: “تدعم الحكومة الهندية جهود إيران لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، وتؤكد على ضرورة حل النزاعات دبلوماسيًا، بما في ذلك بين إيران والولايات المتحدة”.

كما أعرب رئيس الوزراء الهندي عن أسفه العميق للحادث الأخير في ميناء الشهيد رجائي بمحافظة هرمزكان جنوب ايران، وأعلن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأعرب مودي عن خالص تمنياته للرئيس الإيراني، ولقائد الثورة بالصحة والعافية، وللشعب الإيراني العظيم بالتقدم والازدهار.

العالم

المحادثات الإيرانية الأميركية، تصل الی مستوی الخبراء

المحادثات الإيرانية الأميركية، تصل الی مستوی الخبراء

جولة ثالثة من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تحتضنها العاصمة مسقط برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والممثّل الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف.

عراقجي ولدى وصوله مسقط التقى نظيره العُماني بدر البوسعيدي مرتين وناقش معه الترتيبات المتعلقة بالجولة الثالثة، والتي بدات بمحادثات فنية على مستوى الخبراء بشأن البرنامج النووي الإيراني، تولى قيادتها نائب وزير الخارجية للشؤونِ السياسية مجيد تخت‌ روانجي ونائب الوزير للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب‌ آبادي، فيما قاد مايكل أنتون الذي يعمل مسؤولا عن التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، المحادثات الفنية من الجانب الأميركي.

وفيما اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية علي شمخاني أن محادثات مسقط تشكل فرصة لتحقيق نجاح مشترك للجانبين على أساس الشفافية وضمان الالتزام والتوازن عبر إزالة الحظر وتحقق الشرعية في إطار القانون الدولي، اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي ان الوفد الإيراني عازم على حماية حقوق الشعب الإيراني في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مع الاستعداد لتقديم ضمانات بشأن سلمية البرنامج، مشدداً على ان إنهاء الحظر غير القانوني بشكل موضوعي وسريع يشكل اولوية.

محادثات تشارك فيها ايران بثقة مع الحرص على حماية المصالح الوطنية، كما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، التي أكدت ان ايران تظل حذرة بشأن النوايا الحقيقية للحكومة الأميركية، مشددة على المحادثات ستركز فقط على الملف النووي، مع رفض محاولات توسيع نطاق هذه المحادثات.

من جهته أشار وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده إلى أن حضور الأطراف الأخرى إلى طاولة المفاوضات يُعزى إلى القدرات الدفاعية الإيرانية مؤكداً أن القوة الدفاعية هي الداعم الحقيقي للدبلوماسية، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز موقف إيران على الساحة الدولية.

قناة العالم