
إيران قوة إقليمية صاعدة في الطب النووي والجراحة الدقيقة
أصبحت إيران، بفضل ريادتها في مجالات الطب النووي والصناعة الطبية، قوة إقليمية متقدمة في علاج الأمراض المستعصية، وعلى رأسها مرض السرطان.
وقد جاء افتتاح قسم جراحة المسالك البولية وإعادة التأهيل في مستشفى شهداء تجريش بالعاصمة طهران ليشكّل محطة بارزة في هذا المسار، إذ يُعد الأول من نوعه في إيران والمنطقة، من حيث الإمكانيات والتخصصات الدقيقة التي يوفرها.
وصرّح البروفيسور جليل حسيني بأن القسم الجديد استقبل حالات طبية معقّدة، بعضها لمرضى انتظروا لسنوات طويلة، إضافة إلى حالات تحتاج إلى تصحيح في عمليات زراعة سابقة، وأخرى تتعلق بالجراحة في المنطقة التناسلية، فضلًا عن حالة لطفل تعرّض لحادث أسفر عن قطع في مجرى البول.
يعتمد المشروع على تقنيات جراحية متقدمة، ويولي أهمية كبرى لتأهيل الكوادر الطبية المحلية من خلال برامج تدريبية عالية المستوى، كما يفتح المجال أمام تعاون طبي دولي عبر إجراء عمليات افتراضية بالتنسيق مع خبراء في الخارج.
وقد شهد المركز إجراء عشر عمليات جراحية معقّدة في وقت متزامن، في إنجاز يؤكد تطور النظام الصحي الإيراني وقدرته على التعامل مع التحديات الطبية الدقيقة. كما يعبّر ذلك عن نجاح استراتيجية توظيف الخبرات الإيرانية المقيمة في الخارج لدعم القطاع الطبي المحلي.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أميد صديق أن العمليات التي أُجريت كانت شديدة الحساسية، وبعضها نُفذ للمرة الأولى على مستوى المنطقة. وأشار إلى أن غالبية المرضى الذين يقصدون هذا المركز سبق أن خضعوا لعمليات جراحية معقدة أو تعرضوا لحوادث شديدة، مما يجعل علاجهم تحديًا فريدًا من نوعه.
ولا يقتصر هذا التطور على الجانب العلاجي فحسب، بل يمتد ليُعزّز السياحة العلاجية في البلاد، ويجذب الكفاءات الطبية الإقليمية للتدريب والاستفادة من الخبرات الإيرانية المتقدمة.
وقد وجّه مدير مستشفى شهداء تجريش دعوة إلى جميع المرضى في المنطقة، ممّن يعانون من أمراض في المسالك البولية والكلى، لزيارة المستشفى والاستفادة من الخدمات الطبية النوعية التي يوفرها.
ووفقًا لتقارير صادرة عن البنك الدولي، فقد شهدت إيران نموًا كبيرًا في القطاع الطبي، إذ تضاعف عدد الأطباء ست مرات منذ انتصار الثورة الإسلامية في أواخر سبعينيات القرن الماضي. ويُعد هذا التطور ثمرة لسياسات صحية ناجحة شملت مجالات حيوية، مثل جراحة القلب والدماغ، وزراعة الكبد والعيون، وصولًا إلى التخصصات الدقيقة في علم الأورام والمسالك البولية.