
زوارق الحرس الثوري الإيراني السريعة: تكنولوجيا هجومية وسرعة خارقة
تتمتع الزوارق السريعة التابعة للقوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني بخصائص تقنية وهندسية فريدة، تجعلها تتميز بوضوح عن الزوارق العسكرية الأخرى في العالم. وقد شبه بعض الخبراء العسكريين تأثير هذه الزوارق على الأساطيل المعادية بـ”لدغات الدبابير الحمراء” لما تتميز به من قدرة عالية على المناورة والضرب السريع.
تطوير محلي وسرعات غير مسبوقة
كشف قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، العميد علي رضا تنكسيري، عن سلسلة من الإنجازات التقنية في مجال تصنيع الزوارق السريعة محليًا. وأوضح أن السرعات قد ارتفعت تدريجيًا من 35 إلى 55 عقدة، مع إنتاج زورق “ذو الفقار”، في حين قامت الشركات المعرفية بتطوير نماذج أكثر تطورًا وصلت إلى سرعة 75 عقدة، وصولًا إلى سرعة مذهلة بلغت 110 عقدة.
وفي هذا السياق، يُعد زورق “حيدر 110″، الذي تم الكشف عنه عام 2024، واحدًا من أسرع الزوارق الهجومية في العالم، إذ تبلغ سرعته القصوى نحو 200 كيلومتر في الساعة، أي ما يعادل 110 عقدة بحرية. يبلغ طوله 14 مترًا، وعرضه 4.3 متر، وارتفاعه 2.8 متر.
إضافة إلى سرعته الفائقة، يتمتع “حيدر 110” بقدرة على إطلاق صواريخ كروز يصل مداها إلى ما بين 40 و50 كيلومترًا، وتُبذل حاليًا جهود لتوسيع مدى هذه الصواريخ ضمن مشاريع تطويرية جارية.
زوارق متعددة المهام والتخصصات
ضمن قدرات الحرس الثوري المتزايدة في البيئة البحرية، تم الكشف أيضًا عن زورق جديد باسم “طارق”، وهو مصنوع من سبائك معدنية مزدوجة، ويبلغ طوله 15 مترًا وعرضه 3 أمتار. يتمتع “طارق” بسرعة تصل إلى 180 كيلومترًا في الساعة، ويُعد من الزوارق المجهزة بصواريخ كروز، فضلًا عن امتلاكه صواريخ دفاع جوي محمولة على الكتف لتوفير غطاء جوي دفاعي.
وإلى جانب “حيدر 110” و”طارق”، تمتلك القوة البحرية للحرس الثوري عددًا آخر من الزوارق المتقدمة مثل “عاشوراء”، و”ذو الفقار”، و”سراج”، و”ذو الجناح”، و”يا مهدي”، و”آذرخش”، ولكل منها ميزات نوعية تؤهّلها لتنفيذ عمليات هجومية سريعة ودقيقة.
وظائف استراتيجية في البحر
تُستخدم هذه الزوارق السريعة في مجالات بحرية متعددة، منها:
تنفيذ دوريات استطلاعية سريعة.
حماية الحدود المائية الإيرانية.
مواجهة القرصنة البحرية والتهديدات العدائية.
الرد السريع على الهجمات البحرية المحتملة.
ويرى عدد من الخبراء العسكريين أن تميز هذه الزوارق يكمن في قدرتها على التحرك السريع والضربات المفاجئة التي تُربك القطع البحرية الكبيرة وتحد من قدرتها على المناورة، وهو ما يُعد عنصراً فعالاً في أي معركة غير متكافئة.