خاص | الاتفاق النووي الإيراني: صراع الإرادات في ظلّ التحوّلات الكبرى

خاص | الاتفاق النووي الإيراني: صراع الإرادات في ظلّ التحوّلات الكبرى

مروة الشامي

تعيدنا دهاليز الاتفاقات دومًا إلى حقيقة أن لا شيء مستحيلًا سياسيًا، وأنّ تحوّلاتٍ كبرى قد تقلب المشهد رأسًا على عقب، وتُعيد رسم توازنات بدت بالأمس محسومة. فبينما انتهت المفاوضات حول النووي الإيراني منذ سنوات بنتائج سلبية، تعود اليوم لتُستأنف بزخمٍ متصاعد، آخذةً منحى مختلفًا على أكثر من صعيد.

عودة أميركا للتفاوض
بعد سنوات من الانسحاب الأحادي الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، وتهديد الرئيس ترامب في ولايته الأولى بمهاجمة طهران ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد يمنعها من تطوير سلاح نووي، يعود ترامب نفسه إلى التفاوض مع إيران، هذه المرّة عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، ومن قلب روما، حيث يشكّل رئيس وزرائها، جيورجيا ميلوني، المقرّب من ترامب، ورقة دعم محتملة في أية عملية إنقاذ للمفاوضات.

وفيما تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق خلال 60 يومًا، يرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن مستويات انعدام الثقة، والطبيعة التقنية للمحادثات، تجعل من غير المرجّح التوصل إلى اتفاق بهذه السرعة. ومن النقاط الأساسية في التفاوض اليوم، مسألة الضمانات الخارجية التي تطالب بها إيران في حال انسحبت الولايات المتحدة مجددًا من الاتفاق أو أخلّت به، ما يمنح طهران موقعًا تفاوضيًا أقوى من السابق.

الدور الروسي يتجدّد
على المقلب الآخر، وبعد سنوات من المساعي الغربية لعزل روسيا وتهميش دورها عبر حرب الاستنزاف في أوكرانيا، تعود موسكو لتفرض حضورها السياسي على الساحة الدولية، حيث تظهر كطرفٍ أساسي في أي اتفاق نووي مرتقب. ووفقًا لتقرير نشرته ذا غارديان يوم الأحد، يُروَّج لروسيا ليس فقط كوجهة محتملة لتخزين مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، بل أيضًا كحَكَمٍ محتمل في حال حدوث انتهاكات للاتفاق، في مشهد يعكس تراجع النفوذ الأوروبي وتقدّم موسكو كمُحدّد رئيسي في المفاوضات.

تغيّر في الموقف الخليجي
من جهةٍ أخرى، وبعد أن عارضت السعودية الاتفاق الذي توصّل إليه الرئيس أوباما مع إيران قبل عقد من الزمن ووصفته بأنه “اتفاق ضعيف”، تبدو الرياض هذه المرة أقل اعتراضًا، رغم تشابه مضامين الاتفاقين. وفي تقرير تحليلي نشرته نيويورك تايمز، اعتبرت الصحافية فيفيان نيريم أن تحسّن العلاقات السعودية-الإيرانية، وسعي المملكة إلى التحوّل إلى مركز إقليمي في مجالات الأعمال والتكنولوجيا والسياحة، يدفعها لتجنّب التوترات الإقليمية، ويجعلها أكثر انفتاحًا على التسويات.

وتنقل نيريم عن الباحثة كريستين سميث ديوان قولها: “طريقة تفكيرهم (السعوديين) تغيّرت. في عهد أوباما، كانوا يخشون تقاربًا أميركيًا-إيرانيًا قد يعزلهم. أما في عهد ترامب، فهم يخشون من تصعيد قد يستهدفهم مباشرةً”. وتشير نيريم في تقريرها الى أنّ تعرّض السعوديين لهجومٍ على إحدى منشآتهم النفطية في العام 2019 أعلمتهم بـ”محدودية تحالفهم مع الولايات المتحدة، مما دفعهم الى إجراء محادثات مع إيران بدلًا من استمرار الصراع”.

“إسرائيل” خارج التأثير
وفي خضمّ هذه التحولات، يبدو أن تل أبيب تواجه تراجعًا في قدرتها على التأثير. فقد كشفت جيروزاليم بوست عن اجتماع سرّي ضمّ رئيس الموساد دافيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في محاولة “لاعتراضه” وهو في طريقه الى الجولة الثانية من المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل”، التي اعتادت على التأثير في القرار الأميركي بشأن إيران، باتت تواجه واقعًا جديدًا، حيث “رجل الساعة” اليوم ليس في تل أبيب، بل في روما وطهران.

وتُبرز الصحيفة فشل هذه المساعي الإسرائيلية في ضوء التفاؤل الإيراني بنتائج الجولة الثانية، وتحفّظ واشنطن على بعض التفاصيل، وتحديد موعدٍ لجولة ثالثة في الأسبوع المقبل. كما عبّرت الصحيفة عن قلق متزايد في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من إمكانية توقيع اتفاق لا ترى فيه “إسرائيل” ضمانات كافية لوقف “الخطر النووي الإيراني”.

في ضوء هذا المشهد المتحوّل، تبدو المفاوضات النووية أكثر من مجرد نقاش تقني حول تخصيب اليورانيوم، بل صراع إرادات دولية يتقاطع فيه السياسي مع العسكري، وتُعيد عبره قوى كبرى كروسيا وإيران التموضع في قلب معادلات الإقليم والعالم. وبينما تُرسم خرائط التأثير من جديد، تبدو واشنطن مضطرة للتراجع خطوة إلى الخلف لإعادة ترتيب أولوياتها، في وقتٍ يبتعد فيه العدو الصهيوني عن القدرة على التأثير الحاسم في مسار المفاوضات.

بوتين يقر رسميا معاهدة “الشراكة الاستراتيجية” مع إيران

بوتين يقر رسميا معاهدة “الشراكة الاستراتيجية” مع إيران

أفادت وكالة الإعلام الروسية الرسمية، اليوم الاثنين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير وقّع قانونًا للتصديق رسميًّا على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران، بحسب رويترز.

وكان بوتين وقَّع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تمتد لعشرين عامًا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في كانون الثاني/ كانون الثاني.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة تاس الرسمية للأنباء أن مجلس الاتحاد الروسي، وهو الغرفة العليا للبرلمان، صادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران؛ ما يعني دخولها حيز التنفيذ.

ونصت المعاهدة على أن روسيا وإيران ستتشاوران وتتعاونان لمواجهة التهديدات العسكرية والأمنية، وستجريان تدريبات عسكرية مشتركة على أراضيهما وخارجها.

وأثارت المعاهدة مخاوف الغرب، وجاءت في ظل احتجاج الدول الأوروبية الحاد على التعاون العسكري بين موسكو وطهران، خاصة فيما يتعلق باستخدام روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية في الحرب الأوكرانية.

إرم نيوز

بالمعلومات.. هذا ما حققته إيران في جولة المفاوضات النووية الأولى

بالمعلومات.. هذا ما حققته إيران في جولة المفاوضات النووية الأولى

لا يكتفي الإعلام المتصهين بفبركاته المعتادة والممجوجة ولا بسقطاته المعهودة التي تخرجه من دائرة المهنية والمصداقية الى دائرة الكذب والتضليل، بل يبني أمانيه وأضغاث أحلامه ويسقطها على أي حدث أو مستجد محلي إقليمي أو دولي.. آخر تلك المستجدات جولة المفاوضات الإيرانية الأميركية الأولى التي انطلقت يوم السبت الماضي في سلطنة عمان، إذ أكدت المعلومات زيف كل الادعاءات التي ساقها ذاك الإعلام.. وبيّنت أن جولة التفاوض لم تكن مباشرة عكس ما سيق في مزاعمهم، وأنها اقتصرت على تبادل الرسائل بشكل مكتوب بين الوفدين الإيراني والأميركي بوساطة عمانية دون حصول أي لقاء مباشر بين الطرفين اللذين حضرا في قاعتين منفصلتين، رغم كل المساعي الأميركية والاستعجال الترامبي لحصول هكذا لقاء. وفيما أجمعت كل التحليلات والتقييمات على أن انطلاقة المفاوضات في جولتها الأولى كانت إيجابية وبناءة رغم التباينات الإعلامية بشأن الملفات التي طرحت على طاولتها، برزت تساؤلات، ومنها ماذا حققت إيران في هذه الجولة من التفاوض؟.

تشير المعلومات الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعجل الإعلان عن المفاوضات مع إيران، فكان أول من تحدث عن موعدها في محاولة منه لإحراجها، لكن طهران قلبت السحر على الساحر، وتمكنت من فرض شروطها في هذه المفاوضات سواء من حيث الشكل أو المضمون.

من حيث الشكل
أولاً – استطاعت إيران فرض التفاوض غير مباشر، تماماً كما أرادت منذ البداية. وجرى تبادل الرسائل المكتوبة بين الطرفين عبر الوسيط العماني ولم يجر التباحث بأي ملف وجهًا لوجه، إذ كان الطرفان يجلسان في قاعتين منفصلين، وفي ختام المحادثات وفي أثناء مغادرة الوفدين، تبادلا التحية من بعيد في ممر مقر الاجتماع.

ثانيًا – رضوخ واشنطن للإصرار الإيراني على وساطة سلطنة عمان رغم رغبة الطرف الأميركي بتغيير الوسيط العماني وتفضيله رعاية أطراف أخرى،. وقد أتى إصرار الجانب الإيراني على الرعاية العمانية لربط هذه الجولة بالمفاوضات غير المباشرة التي رعتها سلطنة عمان في مراحل سابقة.

من حيث المضمون
تؤكد المعلومات التي رشحت عن جولة المحادثات النووية الأولى بين الجانبين الاميركي والإيراني أن البحث انحصر في ملفين يفترض أن يستكمل النقاش بشأنهما خلال جولات المفاوضات المقبلة، وهما:

الأول – ملف البرنامج النووي الإيراني بما يتضمنه من إجراءات لطمأنة الغرب إلى عدم نية إيران امتلاك السلاح النووي، من ضمنها مثلاً مسألة نسبة تخصيب اليورانيوم، وآلية الرقابة والتفتيش الدولية للمنشآت النووية الإيرانية وسواها.

الثاني- ملف رفع العقوبات الأميركية الظالمة المفروضة على إيران.

هذه المعلومات تدحض بلا شك كل ما يروج له الإعلام المتصهين من أن المفاوضات الأميركية الإيرانية تشمل إلى جانب البرنامج النووي الإيراني ملف نفوذ إيران في المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية، والدليل أنه لا يوجد أي تصريح رسمي أميركي يتحدث عكس ذلك، بل إن ترامب نفسه وفي تصريحه خلال استقباله رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو تحدث بشكل واضح وحصرًا عن الحرص على عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، وهذا ما أزعج نتنياهو باعتبار أن ترامب لم يتطرق إلى شمول المحادثات النووية لدور إيران ونفوذها في المنطقة أو برامجها للصواريخ الباليستية والتي كان يرغب نتنياهو بفرضها على جدول أعمال المفاوضات.

وهنا تطرح التساؤلات وعلامات الاستفهام، إذا كان نتنياهو يئن ويتألم من وطأة المفاوضات الأميركية الإيرانية كونها تجري بما لا تشتهي سفنه، فلماذا نسمع صدى أنينه في بعض الإعلام العربي الذي يظهر كأنه يتوجع عنه، فيردد يوميًا أمانيه ويضع جداول أعماله الخاصة بالمفاوضات ويضمنها مطالب “إسرائيلية” عجز نتنياهو عن تحقيقها في حروبه المتواصلة في المنطقة منذ 18 شهرًا كالنيل من سلاح المقاومة وبرامج إيران الصاروخية ونفوذها في المنطقة ككل.

مهما يكن من أمر، فإن قطار المفاوضات الذي انطلق بإيجابية – وإن يكن من المبكر الحكم على نتائجه النهائية – أثبت ندية إيران ونجاحها بثبيت قواعد التفاوض التي لطالما نادت بها، والتي تحفظ لها حق استخدام الطاقة النووية السلمية دون أن تمس سيادتها ومبادئها الثورية.

هذا، ومن المتوقع أن تستكمل المفاوضات نهار السبت المقبل في جولتها الثانية في السفارة العمانية في العاصمة الإيطالية روما، وذلك بعدما طلب الجانب الأميركي تغيير المكان معتبرًا أن سلطنة عمان جارة إيران، وأن الجانب الإيراني لا يتحمل مشقة السفر التي يتحملها الوفد الأميركي للوصول إلى السلطنة، وهو ما رآه الوفد الإيراني طلبًا منطقيًا ويأتي في إطار الحرص على التوازن في المفاوضات، وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على أن تنتقل المفاوضات لتحصل في سفارة سلطنة عمان أو منزل سفيرها في روما.

علي عوباني – العهد

مؤشرات من جلسة التفاوض في عُمان: الضمانات تحمي أيّ اتفاق جديد

مؤشرات من جلسة التفاوض في عُمان: الضمانات تحمي أيّ اتفاق جديد

لماذا وصف المفاوضون الإيرانيون والأمريكيون جلستهم في عُمان بالبنّاءة والإيجابية؟ وهل أثمرت الجولة الأولى فعلًا عن بوادر حلحلة باتجاه التفاهم على اتفاق يُرضي الطرفيْن؟

يُجمع المراقبون على حُسن سيْر تفاوض عُمان غير المباشر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة. مردّ ذلك هو تراجع اللاعب الأمريكي عن لغة التصعيد خلافًا لكلّ أسابيع التهديد والوعيد التي آذارها تجاه طهران.

بحسب اطلاع المتخصّص بالشؤون الإيرانية الدكتور حكم أمهز على مجريات ما حدث في الغرفتيْن المنفصلتيْن في سلطنة عُمان، والتي جلس فيهما المفاوضان الإيراني والأمريكي مع الوسيط الخليجي، يبدو أن الأمور سلكت طريق التهدئة حتى الآن. لكنّ الجولات المقبلة، والتي قد لا تكون قصيرة، يمكن أن تحمل مفاجآت أكبر إمّا لجهة التوصّل الى اتفاق فعليّ بضمانات محدّدة، وإمّا لجهة انسداد الأفق بسبب تفاصيل كثيرة تقنية.

يقول أمهز لموقع “العهد” الإخباري إن إيران استطاعت فرض شروطها، في اجتماع السبت، وذهبت الى لقاءات غير مباشرة بخلاف ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أنها تمكّنت من حصر النقاش في نقطة البرنامج النووي خلافًا للخطاب الأمريكي الذي روّج لاحتمال توسّع المواضيع. وهنا؛ بُحث في الإطار العام للمرحلة المقبلة للمفاوضات السبت القادم، وجدول أعمالها الذي سيكون تخصّصيًا وتقنيًا بشكل كبير، أي إنّ الجانبين سيتداولان: في كميات تخصيب اليورانيوم، أجهزة الطرد المركزي، المياه الثقيلة، شفافية البرنامج النووي الإيراني وكيفية المراقبة.

تمهيد لـ3 أسابيع في عُمان
وفقًا لمعلومات محدّثنا، ما سهّل الخروج بهذه النتيجة وتحديد موعد ثانٍ للمفاوضات هو التحضير الجيّد الذي سبق مفاوضات عُمان يوم 12 نيسان؛ فقد جرت مفاوضات مُكثّفة وغير مباشرة في أحد القصور العُمانية لثلاثة أسابيع متتالية بين وفود طهران وواشنطن على مستوى نواب وزراء الخارجية، فشكّلت أرضية تمهيدية للآتي من اللقاءات وحدّدت عناوين الجلسة التي كانت مُنتظرة يوم السبت.

انتزاع الضمانات يحمي الاتفاق
السؤال المطروح، اليوم، بعد إتمام الجولة الأولى من المفاوضات هو: ما الذي يمنع تكرار الانقلاب الأمريكي على الاتفاق الجديد اذا تمّ التفاهم عليه؟ هنا يرى أمهز أن إيران تسعى لانتزاع ضمانات من الجانب الأمريكي كي لا يتجدّد السيناريو المتفجّر والانسحاب الأمريكي، وهذا قد يُترجم وفقًا للآتي:

  • تأكيد مصادقة الكونغرس الأمريكي (الشيوخ والنواب) على الاتفاق إذا توصّل الأطراف، فيصبح معاهدة لا يستطيع ترامب الخروج منها.
  • السماح باستثمارات أمريكية كبيرة في إيران (في مجالي الغاز والنفط)، ما يدفع اللوبي الاقتصادي الأمريكي إلى إبداء حرص دائم على الأموال الأمريكية في إيران، ما يمنع انسحاب الدولة من الاتفاق. هذا الطرح ما يزال أوليًا ولم يُحسم؛ ويحتاج الى نقاش وموافقة من الجانب الإيراني.
  • إبقاء كميات اليورانيوم المخصّبة بنسبٍ عالية وأجهزة الطرد في إيران – نُقلت بموجب الاتفاق السابق إلى روسيا- وداخل مخزن تحت إشراف الوكالة الذرية للطاقة والجانب الإيراني، مع تضمين الاتفاق الجديد حقّ طهران بإعادة فتح المخازن من دون إذن الوكالة الدولية لتستفيد منها في حال لم يلتزم الطرف الآخر.
  • إعادة فتح السفارة الأمريكية في إيران. هذا الموضوع ليس مُستحيلًا لكن القرار فيه يعود للحكومة الإيرانية، وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ الإمام الخميني (قده) سُئل في إحدى المرات عن إمكان فتح سفارة أمريكية مجدّدًا في الجمهورية الإسلامية فكانت إجابته :”لا عداء إلّا مع “إسرائيل”. وبالمحصّلة دور هذه السفارة يجب أن يكون محصورًا بربط العلاقات بين البلدين وعدم التدخل بشؤون إيران. وهذه النقطة ما يزال من المبكّر الحديث عن احتمال حصولها على أرض الواقع.
  • طمأنة الأمريكيين لناحية الهواجس المتعلقة بتصنيع إيران أسلحة نووية، وأن هذا ليس في قاموسها، عبر تعزيز الشفافية بزيادة عدد الكاميرات بالمنشآت ورفع عدد زيارات المراقبين الدوليين.

الوتيرة لن تكون سريعة جدًا
بالنسبة إلى محدّثنا هو يرى أن الخطوات يجب أن تكون مُتبادلة من أجل إنجاح الاتفاق إنْ حصل فعلًا، وكي يصل الطرفان إليه الأمر يحتاج الى وقت وليس بهذه السرعة. الجلسة المقبلة لن تكون سياسية؛ بل ستُعقد على مستوى خبراء، وستشهد نقاشات في التفاصيل، والشيطان يكمن فيها، ومنها “إسرائيل” والأطراف المتضررة من الوصول إلى اتفاق نووي.

مؤشرات حول جدية أميركا
يميل أمهز الى تغليب الإيجابية لناحية إمكان حصول الاتفاق بين الطرفيْن. إذ يبدو أن الأمريكي تحديدًا اتخذ قرارًا بالذهاب في طريق التفاوض حتى النهاية، ويُرجع ذلك الى أكثر من مؤشر توقّف عنده في رسالة ترامب إلى آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي. الأوّل: ما ورد في عبارته “الولايات المتحدة تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة من أجل السلام والتسوية في المنطقة مع إيران”؛ وهذا يعني استعداده لتقديم تنازلات أمام إيران. والثاني عبارة أخرى واردة في ختام الرسالة: “السلام يصنعه الأقوياء وليس الضعفاء”، وهذا دليل على تعاطي ترامب مع إيران من منطلق قوّتها. والثالث تحجيم دور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في هذه المحادثات، وهو ما ظهر جليًا في المؤتمر الصحافي الأخير الذي جمعه به في البيت الأبيض إلى حدّ تحييده عن المفاوضات.

الخطوط الحمراء
أمّا الخطوط الحمراء التي قد تفجّر المفاوضات، في جولاتها المقبلة، إن على مستوى وزراء خارجية أو على مستوى خبراء من البلديْن، فيمكن اختصارها برأي محدّثنا، بإثارة موضوع تجميد البرنامج النووي الإيراني أو التطرق إلى الصواريخ الباليستية أو القدرات العسكرية أو علاقات إيران، وأيّ بحث في ذلك قد ينسف كلّ الجهود التي بذلت سابقًا.

لطيفة الحسيني – العهد

ايران: المباحثات مع الولايات المتحدة ستظل “غير مباشرة”

ايران: المباحثات مع الولايات المتحدة ستظل “غير مباشرة”

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد 13 نيسان/نيسان 2025، أن المباحثات التي جرت مع الولايات المتحدة أمس في سلطنة عُمان، انحصرت بملفي البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الغربية المفروضة على طهران.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن مكان الجولة الثانية من المحادثات “قد يتغير”، إلا أنه شدد على أن سلطنة عُمان “ستبقى وسيطًا” بين الطرفين، في إشارة إلى استمرار الدور العُماني في تسهيل التواصل بين طهران وواشنطن.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت إيران أن الولايات المتحدة أبدت رغبتها في التوصل إلى اتفاق نووي “بأقرب وقت ممكن”، في أعقاب جولة الحوار النادرة التي استضافتها مسقط، بينما لوّح الرئيس الأميركي باستخدام الخيار العسكري في حال فشلت جهود التوصّل إلى اتفاق جديد.

وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، المعروف بدوره المحوري في صياغة اتفاق 2015 النووي، بينما قاد الوفد الأميركي ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو رجل أعمال بارز في قطاع العقارات. وقد جمع لقاء وجيز بين المسؤولَين على هامش المحادثات.

وفي تصريح للتلفزيون الرسمي الإيراني، قال عراقجي إن الجانب الأميركي عبّر عن رغبته في الوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، لكنه أقر بأن تحقيق ذلك “لن يكون سهلاً”، وسيتطلب “استعداداً من كلا الطرفين”.

وأضاف: “في اجتماع السبت، اقتربنا إلى حد كبير من تحديد أسس التفاوض. لا نحن ولا الجانب الآخر نرغب في مفاوضات عقيمة أو نقاشات من أجل النقاش فقط. نريد مفاوضات بنّاءة لا تستغرق وقتاً بلا طائل”. وختم عراقجي بالإشارة إلى أن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقد السبت المقبل، على أمل التوصل إلى اتفاق في أقرب فرصة.